سمو الامير الحسن بن طلال يرفع رسالة جوابية الى جلالة الملك عبدالله الثاني,

عمان
15 تشرين الثاني/نوفمبر 2001

رفع سمو الامير الحسن بن طلال رسالة جوابية الى جلالة الملك عبدالله الثاني, فيما يلي نصها:

صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
اعزك الله وايدك
ارفع للمقام السامي موفور المحبة والود وجزيل الاحترام وبعد، فقد شرفتني يا صاحب الجلالة بالكتاب السامي الذي تعدد فيه من المناقب لدي ما اخجل تواضعي الا انه شد من عضدي وضاعف من همتي.

وقد جاءت كلماتك السامية بلسما ومصداقا لما اعتقدته مطمئنا على الدوام وهو ان شبل الحسين لن يكون الا صنو ابيه، فلقد لمست فيك، منذ نعومة اظفارك، من خصائص ما عزز ايماني بطاقاتك وثقتي ببصيرتك واعتدادي ان الدم الهاشمي "مثله مثل دم العرب الاصائل" لا يستحيل ماء.

ولقد امضيت سني عمري الى جانب الراحل العظيم، الاب الحاني والاخ والرفيق الكريم، واني اذ اذكره مترحما على روحه الطهور مع اطلالة شهر رمضان الفضيل ومع احياء ذكرى ميلاده السادسة والستين، لاتذكر صبره وجلده وحكمته قائدا، وعطفه وحنوه ابا واخا ورائدا، اسكنه الله سدرة المنتهى واسبغ عليه من نعمائه ورضوانه.

قضيت سني عمري في كنف الحسين، وامضيت الى جانبه ازهى سنواتي، خضت فيها ابحر العمل العام سندا له وعضدا للخروج من المآزق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مر بها الوطن، وتوفقنا بعون الله وحنكة الحسين وحكمة قيادته في مواجهة كل التحديات، واصدقك القول انني لن اتوانى او اتردد لحظة في الاستجابة لرغبة لك او طلب منك في اي مضمار او مهمة تعهد بها الي.

ولقد وجب الشكر علي اسديه لصاحب الجلالة لمباركته ودعمه المشروع الحضاري الذي ارنو الى استئنافه وديمومته وهي مهمة عزيزة على قلبي مثلما ابديت انها عزيزة عليك وساعمل بعون من الله ومساعدة نفر من المخلصين على تحقيق الاهداف التي بلغتك وباركتها وسيكون من بين نشاطات هذا المشروع الحضاري العمل على تنشيط الحوار بين الحضارات والثقافات واتباع الديانات واحياء الحوار بين اهل المذاهب الاسلامية على ارضية الفهم والتفاهم والقبول بالاخر وكذلك تقوية اواصر الاخوة والمحبة التاريخية والاحترام والتكافل القائمين بين المسلمين والمسيحيين في بلدنا الغالي وتبيان الدور الحضاري الذي اداه ويؤديه اخواننا المسيحيون العرب في اثراء الحضارة العربية الاسلامية وانتمائهم اليها ودفاعهم عنها ,وساحرص على التواصل مع مؤسسات ال البيت القائمة وديمومته وكذلك مع سائر المؤسسات الفكرية والثقافية والحضارية.

واؤكد لصاحب الجلالة ان شبكة المعارف والاصدقاء والزملاء التي نسجتها جهودي عبر العقود الماضية هي رصيد لك مثلما هي مبعث ارتياح لي وسنوظفها جميعا لمنفعة شعبك الوفي ورفعة شان الامة باذن الله .
اشكرك يا صاحب الجلالة بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن كافة المثقفين والمخلصين الذين عملوا معي ويعملون واؤكد لك انه لن يخيب الرجاء فينا ولن يخبو الامل في تحقيق امنياتنا الوطنية واماني الامة التي اراد الله لنا ان نخدمها منذ ان شرفها بمحكم التنزيل على خاتم الانبياء والمرسلين محمد النبي الهاشمي العربي الامين ,ولا يجاوز اغتباطي, وانا العبد الفقير لرحمه الله تعالى ,الحد الذي اشعر به اليوم جراء رسالتك السامية ودعمك لجهودي في استئناف المشروع الحضاري مؤكدا لك اننا يد واحده تبتغي بافعالها مرضاه الله وهو الولي الحميد.

حفظك الله ورعاك وايدك بنصر من عنده

ودمت لعمك واخيك
الحسن بن طلال

عمان في 30 شعبان سنة 1422
الموافق 15 تشرين الثانية سنة 2001 ميلادية