جلالة الملك: الاردن مستعد لتقديم كل دعم ومساندة للشعب العراقي
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان قرار ارسال قوات عربية الى العراق هو شأن عراقي. واضاف جلالته خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة بي بي سي البريطانية يوم امس في معرض رده على سؤال حول امكانية ارسال قوات اردنية لمساعدة العراقيين "هذه القضية لم تبحث مع الجانب العراقي واقول مجددا اننا لسنا الانسب لهذه المهمة لكن في نهاية المطاف اذا ما كان هناك خدمة يمكن ان نقدمها من اجل مستقبل العراقيين فاننا بالتاكيد سنقوم بدراسة هذا المقترح."
واكد جلالته استعداد الاردن لتقديم كل دعم ومساعدة للشعب العراقي مشيرا الى ان التحديات التي تواجه العراقيين في الملف الامني ستكون مشكلتهم الرئيسة وانهم بحاجة الى مساعدة الجميع. وحذر جلالته من عدم ايجاد حل للمشكلة الرئيسية في الشرق الاوسط وهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مؤكدا ان الاستقرار الذي ننشده للشرق الاوسط لن يتحقق ما لم تحل هذه المشكلة . وفيما يلي نص المقابلة التي بثتها المحطة في برنامجها "نيوز نايت."
س / جلالة الملك ما مدى قلقكم رغم انتقال السيادة في العراق حول الوضع الامني في هذا البلد المجاور لكم . ج/ ان الوضع الامني سيستمر في كونه مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة العراقية الجديدة واشعر بالتفاؤل حيال وجود قادة شجعان واقوياء في العراق ولقد اتيحت لي فرصة الالتقاء بالرئيس العراقي 00 ولقد سمعت من رئيس الوزراء والعديد من الوزراء انهم اشخاص طيبون واقوياء وشجعان لكن التحديات التي تواجهم في الملف الامني ستكون مشكلتهم الرئيسية وسيكونون بحاجة لمساعدة الجميع . س/ في هذا الصدد اذا ما جاء اليك هؤلاء الاشخاص الجيدون والاقوياء والشجعان وقالوا لك ان اخوانك العرب بحاجة للمساعدة هل يمكن الاردن ان يتكيف مع وضع تكونون فيه مستعدين لارسال قوات عسكرية لمساعدة العراقيين ؟ ج/ الان وبوجود حكومة عراقية مؤقتة نامل بان تحدث عملية مستقلة بالكامل في العراق في اقرب وقت . افترض انه اذا ما طلب الجانب العراقي المساعدة منا بشكل مباشر سيكون من الصعب جدا علينا ان نقول لهم لا، وان رسالتي الى الرئيس العراقي ورئيس الوزراء هي قولوا لنا ماذا تريدون 00 وكيف يمكن لنا تقديم المساعدة، وسنمنحكم دعمنا الكامل 00 فاذا لم نقف الى جانبهم واذا ما اخفقوا 00 فاننا سندفع جميعا الثمن . س/ انها نقطة مهمة للغاية فهذه هي المرة الاولى التي استمع فيها الى قائد عربي يتناول هذه النقطة من هذا المنطلق . لديكم الرغبة بعدم الاساءة لمشاعر اي طرف 00 لكن قد يكون ممكنا ان يتم ارسال قوات من دول عربية الى العراق . ج/ قد افترض هذا لكن اود ان اقول مجددا ان هذا قرار عراقي وهذه القضية لم تبحث مع الجانب العراقي واقول مجددا اننا لسنا الانسب لهذه المهمة لكن في نهاية المطاف اذا ما كان هناك خدمة يمكن ان نقدمها من اجل مستقبل العراقيين فاننا قطعا سنقوم بدراسة هذا المقترح . س/ لقد ظهر صدام حسين امام المحكمة ماذا سيكون مصيره باعتقادكم لانه قد يواجه عقوبة الاعدام في العراق هل تعتقدون انها عقوبة عادله له . ج/ ان ذلك يعد احد اول الاختبارات التي يواجها العراق الجديد ومن الواضح انه سيكون هناك اهتمام كبير حول الكيفية التي سيتم فيها تحقيق العدالة العراقية، وامل في وقت يبدو فيه ان هذا المحاكمه هي اول قضية رئيسية سيتعامل معها العراقيون وهي 00العراق القديم00 امل ان يتم ذلك من خلال القانون والعدالة والنزاهة. س/ لقد خاب املكم لانه بالرغم من كل ما قاله رئيس الوزراء البريطاني بلير واخرون عن استخدام قضية العراق كمنطلق لتحقيق استقرار اكبر والسلام في الشرق الاوسط وحل القضية الفلسطينية الاسرائيلية بشكل نهائي00 ان هذا لم يحدث ولا يبدو انه سيحدث قريبا . ج/ ربما يكون السبب عدم التفهم الدولي بان المحفز الرئيسي لكافة المشكلات في الشرق الاوسط هو القضية الفلسطينية الاسرائيلية 00 انني ارى ان المسألة العراقية // وربما يكون من الصعب على شعوب بريطانيا والولايات المتحدة ان يفهموا الموقف بهذا الشكل // مسالة ثانوية 00المشكلة الرئيسية التي تغذي كافة اشكال عدم الاستقرار في الشرق الاوسط هي المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية وحتى يتم حل هذه القضية فانه لن يتحقق الاستقرار الذي تبشره الشرق الاوسط. س/ لقد تحدثت مع العديد من الاردنيين عندما كنت في بلادكم العام الماضي ولم التق بشخص واحد يؤمن بان الرئيس بوش يمثل وسيطا نزيها في الشرق الاوسط ولم يكن لديهم اي ايمان بالجانب الاميركي على الاطلاق00 ما مدى صعوبة ذلك على موقفكم بصفتكم صديقا للولايات المتحدة في منطقة من الخطورة ان يكون فيها المرء كذلك؟ ج/ انه يجعل الامر صعبا، ومجددا فان الصور التي تراها على شاشات التلفزة حيث نرى الدبابات الاسرائيلية وبعضها صناعة اميركية في مواجهة الفلسطينيين ودبابات اميركية في مواجهة العراقيين 00 هذه الانطباعات التي تتركها الصحف او شاشات التلفزة تجعل الامر اكثر صعوبة على اصدقائنا في الغرب ان يقولوا باننا موجودون هناك من اجل صالح الشرق الاوسط لان الناس لا يرون تحركا على صعيد القضية الفلسطينية الاسرائيلية وينظرون الى العراق وهم متشككون جدا ويشعرون ان ما يحدث هو مجرد امتداد اخر للاحتلال . س/ نعلم اننا نسير الان في خطة شارون سواء كنتم تتفقون معها او لا 00هل هناك اي شىء يمكن للاميركيين فعله الان بشكل مختلف من شانه تخفيف حدة الموقف بالنسبة لكم وللعرب ؟ ج/ اعتقد ان الجميع يدرك حقيقة ما يجب القيام به فهناك رئيس اميركي يعد الاول الذي تحدث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة 00 ووضع جدولا زمنيا لذلك بحلول عام 2005 وربما لا يكون موعدا واقعيا لكن على الاقل لكي يبقي الاطراف مهتمة00 ووضع الية للوصول الى هذه النتيجة وهي خارطة الطريق، لذلك فالامر لا يتعلق بصناعة صاروخ 00 فالجميع يعلم حقيقة ما يجب القيام به . ما نحتاجه هو ضمان وجود ضغوط على الجانب الاسرائيلي الفلسطيني والعربي لتحريك عملية السلام الى الامام من خلال خارطة الطريق للوصول الى حل الدولتين، لذا اذا ما سالت عما يمكن للاميركيين فعله او ما يمكن لنا جميعا فعله فسيكون الجواب حركوا عملية السلام الى الامام بالكيفية التي يعرفها الجميع وهي خارطة الطريق.