اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة الكورية سيؤول اليوم مباحثات مع الرئيس الكوري روه مو هيون تركزت على دعم وتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في منطقة الشرق الاوسط خصوصا المتصلة منها بالوضع في العراق.



وعبر جلالة الملك عن حرص الاردن على تمتين علاقاته مع كوريا لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية معربا عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الكورية في الاردن.



ودعا جلالته الى توسيع قاعدة العلاقات الاقتصادية في هذه المرحلة وزيادة الاستثمارات الكورية والاستفادة من المزايا التي يوفرها المناخ الاستثماري في الاردن والتي تؤهله ليكون شريكا تجاريا واستثماريا مهما في المنطقة.



واشار جلالته الى استعداد الاردن لتقديم كل التسهيلات امام الشركات الكورية الراغبة بالمساهمة في اعادة بناء العراق وقال "ان الاردن سيلعب دورا كبيرا في تمكين القطاع الخاص الكوري للدخول الى السوق العراقي ومساندة العراقيين في اعادة بناء بلدهم."



واكد جلالته الذي وجه الدعوة الى الرئيس الكوري لزيارة الاردن على اهمية التئام اللجنة الاردنية الكورية المشتركة في
الاردن بالمستقبل القريب لبحث آليات تطوير التعاون الثنائي وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الجانبن.



وخلال اللقاء الذي حضره من الجانب الاردني وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير التخطيط والتعاون
الدولي الدكتور باسم عوض الله ووزير المالية الدكتور محمد ابو حمور ومستشار جلالة الملك الاعلامي علي الفزاع
والسفير الاردني في اليابان المعتمد لدى سيؤول سمير الناعوري وعدد من الوزراء من الجانب الكوري تم مناقشة مساهمة
كوريا في ارسال قوات عسكرية لحفظ السلام في العراق.



واكد الرئيس الكوري اعتزاز بلاده بالعلاقات التي تربطها مع الاردن وقال ان الصداقة بين البلدين ترسخت منذ عقود
طويلة في عهد الراحل جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال.



وشكر الرئيس الكوري جلالة الملك عبدالله الثاني على دعم الاردن ومساعدته للشركات الكورية التي تساهم في اعادة بناء
العراق.



واشار الرئيس الكوري الى انه بالرغم من الاوضاع الصعبة في الشرق الاوسط الا ان الاردن تمكن من توفير مناخ آمن
ومستقر وحقق نموا اقتصاديا وهي عوامل تحفز القطاع الخاص الكوري والاجنبي بشكل عام للاستثمار في الاردن.



وخلال مأدبة العشاء التي اقامها الرئيس الكوري قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان العلاقات بين البلدين مميزة وتمتد لفترة
طويلة ويحكمها الاحترام المتبادل مشيرا جلالته الى اننا ننظر بالتقدير الى النجاحات التي حققها الشعب الكوري.



واكد ان هذه الزيارة تاتي لتاكيد التزام الاردن في زيادة التعاون الثنائي مع كوريا وتحقيق النجاحات المشتركة للبلدين.



وقال الرئيس الكوري مو هيون ان قيادة جلالتكم الملهمة هي العامل الاهم في تطوير الاقتصاد الاردني الذي يعد الاكثر
ديناميكية في المنطقة.



وثمن الرئيس الكوري جهود جلالة الملك في ارساء السلام في الشرق الاوسط والذي يستحق كل التقدير وكذلك على اهتمام
جلالته في حل المسألة النووية في كوريا الشمالية.



وبحضور جلالة الملك والرئيس الكوري وقع وزير التحطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله ووزير الشؤون
الخارجية والتجارة الكوري بان كي مون اتفاقية منحة تقدم بموجبها الحكومة الكورية 5 ملايين دولار واتفاقية قرض بقيمة
24 مليون دولار.



كما وقع وزير المالية الدكتور محمد ابو حمور مع وزير الخارجية الكوري اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي واتفاقية لحماية
وتشجيع الاستثمارات المشتركة بين البلدين.



وقال الدكتور عوض الله ان توقيع اتفاقيتي المنحة والقرض بين الاردن وكوريا تاتي استكمالا للجهود التي بدأها جلالة
الملك عبدالله الثاني خلال زيارته السابقة لكوريا في العام 1999.



واضاف ان الحكومة الكورية ستقدم بموجب اتفاقية المنحة مبلغ 5 ملايين دولار ستستخدم في تمويل حوسبة وزارة التنمية
السياسية والشؤون البرلمانية ومشروع تطوير انظمة وزارة النقل ومشروع انشاء عدد من المراكز الصحية ودعم انشاء
مراكز المعرفة المحلية التي ينفذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالاضافة الى برنامج تدريب الموظفين الحكوميين.



وفيما يتعلق باتفاقية القرض طويل الامد قال الدكتور عوض الله ان قيمة القرض التي تبلغ 24 مليون دولار بشروط
ميسرة تتضمن فترة سماح 10 سنوات على مدى 30 عاما في تامين خدمات الصرف الصحي في جنوب عمان وحماية المصادر المائية الجوفية من التلوث.



ويرتبط الاردن مع كوريا الجنوبية بعدد من الاتفاقيات وبرامج التعاون الثنائي اهمها برنامج التبادل الثقافي للاعوام 2004 / 2006 لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والتعليم العالي والثقافة والاثار والرياضة والشباب والمعلومات.



كما يرتبط الاردن مع كوريا باتفاقية تعاون اقتصادي وفني واتفاقية لتسهيل وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري واتفاقية حول النقل الجوي.



وقال وزير المالية الدكتور محمد ابو حمور ان توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي وحماية وتشجيع الاستثمارات بين الاردن وكوريا ستسهم في استقطاب الاستثمارات الاجنبية للاردن التي تشكل رافد اساسيا للنمو الاقتصادي وتسهم في تحقيق معدلات تتجاوز النمو السكاني لتنعكس ايجابا على مستوى حياة المواطنين.



واضاف ان اتفاقية منع الازدواج الضريبي ستمنع دفع الضرائب بشكل مزدوج بين الاردن وكوريا مما يسهل حركة رؤوس الاموال والبضائع والافراد بين البلدين.



واكد اننا معنيون بان يكون الاردن نموذجا في المنطقة لجذب الاستثمارات وتوطينها وان يكون بوابة لمشروعات اعادة
الاعمار في العراق.



واكد الدكتور ابو حمور ان الاستثمارت لا زالت دون المستوى المطلوب ونامل بعد توقيع الاتفاقية ان تنمو خاصة وان الاردن وكوريا يملكان الكثير من الخبرة المشتركة التي تساعد على اقامة مشروعات مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين.



يذكر ان حجم الاستثمار الكوري في الاردن يزيد قليلا عن 2 مليون دينار بينما يميل الميزان التجاري بشدة لصالح كوريا حيث صدر الاردن في العام الماضي ما قيمته حوالى 1ر3 مليون دينار بينما استورد ما قيمته حوالى 8ر101 مليون دينار.



وشكلت الاسمدة والنحاس والالمنيوم والزيوت النباتية والعطور اهم الصادرات بينما شكلت المركبات وقطعها والالات والاجهزة الميكانيكية والمعدات الكهربائية والمستحضرات الصيدلانية والورق والكرتون والاقمشة والمصنوعات الحديدية اهم المستوردات الاردنية من كوريا.