جلالة الملك يبدأ زيارة عمل للصين

عمان
26 تموز/يوليو 2004

بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني زيارة عمل الى جمهورية الصين الشعبية يلتقي خلالها الرئيس الصيني هوجين تاو ويبحث مع مسؤولين ورجال اعمال صينيين في بكين وهونغ كونغ سبل تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع افاق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين اضافة الى اخر التطورات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط.



وستكون العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمساعدات التي تقدمها الحكومة الصينية الى الاردن اضافة الى زيادة فرص الاستثمار الصيني في المملكة من ابرز الموضوعات التي سيبحثها جلالته مع المسؤولين الصينيين.



كما ستتناول مباحثات جلالته مساهمة الصين في دعم التحركات الجارية لاعادة اطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومستقبل الوضع في العراق.



وكان جلالة الملك اكد في مقابلة مع وكالة الانباء الصينية (شنخوا) حرص الاردن على توثيق علاقاته السياسية والاقتصادية مع الصين لما تتمتع به من مصداقية عالمية ولتجاربها الناجحة في تحقيق النمو الاقتصادي.



وقال جلالته "ان الصين حققت حاليا معجزة اقتصادية وحازت على ثقة العالم ونحن نتطلع الى توثيق علاقاتنا بها في المجالات المختلفة."



وعن العلاقات الصينية الاردنية وافاق تطورها في المرحلة المقبلة قال جلالته "ان العلاقات التي تربطنا بالصين متميزة وانا معجب ببلدكم العظيم وشعبه العريق ومساهمته في الحضارة الانسانية.. ولهذا فقد خطت العلاقات الاردنية الصينية خطوات كبيرة على طريق التقدم في عهد الراحل المغفور له والدي الملك الحسين وانا بدوري حريص على المحافظة على هذا الارث من العلاقات بين البلدين وتطويره والبناء عليه."



واضاف جلالة الملك "ان هذه الزيارة هي الثالثة لي وفي كل مرة يزداد اعجابي وتقديري بالتقدم الذي حققه الشعب الصيني في المجالات كافة. فالخطوات التنموية الرائدة التي حققتها الحكومة الصينية خصوصا في مجال التنمية الريفية تشكل مثالا ناجحا بالنسبة لنا نسعى الى محاكاتها لتحقيق التنمية الشاملة في الاردن ولتطوير الارياف والمناطق النائية."



وعن مدى تقييم جلالته للاستثمارات الصينية في الاردن قال جلالته "خلال السنوات القليلة الماضية وفي ضوء العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين الاردن والصين والتي حرصنا على تمتينها شهدت الاستثمارات الصينية في الاردن زيادة كمية ونوعية وخاصة في مجال الصناعات التصديرية والموجهة الى اسواق الولايات المتحدة الاميركية من خلال المناطق الصناعية المؤهلة ومنطقة التجارة الحرة بين الاردن والولايات المتحدة."



واوضح جلالته بهذا الصدد ان حجم الاستثمارات الصينية في الاردن وصل الى 30 مليون دولار مؤكدا جلالته سعي الاردن الى زيادة حجم هذه الاستثمارات.



وقال اننا نسعى ومن خلال علاقاتنا المتميزة مع الصين الى ترويج الفرص الاستثمارية في الاردن في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية التي من الممكن ان تجذب الاستثمار الصيني اليها وبخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والنقل وصناعة الا سمدة والخدمات.



وحول اخر تطورات عملية السلام في المنطقة والوضع الراهن في العراق اكد جلالته ان الوضع في الشرق الاوسط ما زال معقدا برغم الجهود التي تبذل لاعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي وان استمرار واتساع دائرة العنف في الاراضي الفلسطينية يعيق احراز أي تقدم يؤدي الى انفراج حقيقي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.



وقال جلالته "ان الاردن يبذل في هذا الاطار جهودا متواصلة لاحراز تقدم ملموس في عملية السلام ودفعها الى الامام انطلاقا من ايماننا بان القضية الفلسطينية تشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الاوسط وان ابقائها دون حل عادل يعني عدم الاستقرار والاحباط و اليأس الذي يغذي التطرف والعنف، كما يعني كذلك عرقلة جهود احداث تقدم حقيقي في عملية الاصلاح والتنمية التي تحتاجها منطقة الشرق الاوسط."



واعرب جلالته عن تقديره لمواقف الصين الواضحة تجاه القضايا العالمية العادلة لاسيما القضية الفلسطينية.



وتابع جلالته "لقد دعمت الصين عمل اللجنة الرباعية وخارطة الطريق ونحن بحاجة لجهودها في هذا المجال لنتمكن من انهاء دائرة العنف والتوصل الى حل يرضي جميع الاطراف."



اما بالنسبة للعراق فقد شدد جلالته على الحاجة المستمرة لدعم الصين والمساهمة في اعادة بناء العراق مؤكدا ان الاردن سيقدم كل التسهيلات الممكنة امام الشركات الصينية التي ترغب في المساهمة في بناء العراق.



وقال جلالته "انني ادرك التشاؤم الذي ينتاب البعض بالنسبة للوضع الامني الخطير في العراق، لكنني ارى ان هناك تقدما يحصل في هذا البلد، فقد انتقل الحكم في العراق من حاكم مدني اميركي الى رئيس وزراء عراقي شجاع وفريق وزاري جيد في بلد هو مهد للحضارات الانسانية ويمتلك ثروات هائلة وشعبا عريقا ومثقفا."



واضاف جلالته "اننا نؤمن ان عراقا قويا وفاعلا في المجتمع الدولي سيكون له الاثر الاكبر في استقرار العالم وخاصة منطقتنا ولذلك علينا الاستثمار في مستقبل العراق والمساعدة في بنائه.. فاذا فشل العالم في تحقيق الاستقرار في العراق فان الجميع سيدفع الثمن."