جلالة الملك يؤكد الرغبة بالاستفادة من تجربة هونج كونج في جذب الاستثمارات
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
أكد جلالة اللك عبدالله الثاني رغبة الاردن في اقامة علاقات استراتيجية مع هونج كونج وتطلع الاردن للاستفادة من تجاربها في جذب الاستثمارات الاجنبية خاصة في مجال النقل البحري حيث يعد ميناء هونج كونج ابرز ميناء تجاري في العالم.
واضاف جلالته خلال لقائه الحاكم العام لهونج كونج تونج تشي هوا ان الاردن لديه توجهات في تطوير علاقاته مع اسيا بشكل عام مستشهدا بالاستثمارات الصينية المسجلة في الاردن والتي تجاوزت 30 مليون دينار.
وأبدى جلالة الملك استعداد الاردن لتقديم جميع التسهيلات للشركات في هونج كونج لا سيما الراغبة في الاستثمار بمشاريع اعادة الاعمار في العراق.
ووجه جلالة الملك الدعوة الى حاكم هونج كونج لزيارة الاردن لتمتين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
من جانبه اطلع حاكم هونج كونج جلالة الملك على تجربة بلده في استقطاب شركات دولية ساهمت في تحقيق معدلات نمو كبيرة في اقتصاد هونج كونج.
ورحب الحاكم العام ببناء علاقات قوية مع الاردن خاصة في مجال الملاحة البحرية بين ميناءي العقبة وهونج كونج.
وحضر اللقاء وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك الاعلامي علي الفزاع والوفد المرافق لجلالته.
وتاتي زيارة جلالته الى هونغ كونغ ضمن سعي جلالته لتفعيل العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي والمساهمة في جلب المزيد من الاستثمارات الأسيوية خاصة بعد نجاح عدد من المشاريع المقامة في المناطق الصناعية المؤهلة.
وتم الإعلان عن اقامة هونج كونج منطقة ادارية خاصة بعد ان خرجت من الادارة البريطانية عام 1997 على اساس دولة واحدة//الصين//ونظامان اي واحد في بيكين والاخر في هونج كونج.
وفي مقابلة مع التلفزيون الصيني قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان العلاقات الاردنية الصينية وطيدة وتعود لسنوات طويلة اسسها جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه.
واضاف جلالته لقد حاولنا في السنوات الماضية تقوية وتدعيم العلاقات الاقتصادية التي وصلت الى مستوى متميز.
واشار جلالة الملك ان الاردن يرتبط بعلاقات اقتصادية مهمة مع دول شرق اسيا خاصة اليابان وكوريا والصين التي شهدت تطورات اقتصادية كبيرة خلال السنوات الماضية.
واكد جلالته ان للاردن دورا مهما في القضايا السياسية في منطقة الشرق الاوسط خاصة القضية لفلسطينية مشيرا الى جهود الاردن الحثيثة لايجاد حل شامل وعادل في اطار القرارات الدولية.
وفي لقاء نظمته منظمة القادة الشباب في هونج كونج بحضور عدد من قادة رجال الاعمال أكد جلالة الملك ان تركيز الاردن في السنوات الماضية انصب على منطقة الشرق الاقصى وهناك فرصة كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الاردن وهذه الدول.
ودعا جلالته مجتمع رجال الاعمال في هونج كونج الى اغتنام الفرصة للاستثمار في الاردن لما ينعم به من استقرار وبيئة محفزة للاستثمار واتخاذ الاردن مركز انطلاق لاقامة مشاريع استثمارية تساهم في اعادة اعمار العراق.
وقال جلالة الملك ان هناك تحديا كبيرا امام الحكومة العراقية يتمثل في تحقيق الامن والاستقرار وهذا "يمكن ان يتحقق في المستقبل" لان الحكومة تبذل جهودا كبيرة لايقاف مسلسل الاختطافات اليومي.
واشار جلالة الملك عبدالله الثاني الى ان الاردن ساهم في تدريب قوات الامن العراقية والجيش العراقي لزيادة فاعليته في حفظ الامن وضمان الاستقرار اضافة الى مساهمة الاردن في تدريب عدد من كوادر الوزارات والدوائر الحكومية العراقية.
وأكد جلالته ان الدول العربية تسير في اتجاه تبني الاصلاح الشامل مع وجود اختلاف في ثقافات ومفاهيم المجتمعات للاصلاح مشيرا جلالته الى ان عدم تبني الدول لبرنامج اصلاحي يفتح المجال لفرض نماذج اصلاحية من الخارج.
وقدم وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله عرضا حول تطورات الاقتصاد الاردني ونتائج الاصلاحات الاقتصادية التي انتهجها في السنوات الماضية.
وقال الدكتور عوض الله ان الا صلاحات ساهمت في تخفيض نسبة التضخم من 8ر25 بالمائة عند بداية تطبيق البرنامج في العام 1989 الى 3ر2 بالمائة مع نهاية العام 2003 اضافة الى انخفاض نسبة الدين الخارجي الى الناتج المحلي الاجمالي الى 68 بالمائة مقابل 157بالمائة لذات فترة المقارنة.
وبين ان نسبة النمو في الناتج المحلي الاجمالي بلغ 9ر6 بالمائة خلال الربع الاول من العام الحالي مما يشير الى تحقيق نسبة النمو المستهدف والبالغ 5ر5بالمائة وياتي هذا النمو نتيجة ارتفاع الانتاج الصناعي والنمو في قطاع الانشاءات والاتصالات والنقل والخدمات.
وقال ان تحقيق الاردن لهذه النجاحات وتحقيق مستويات النمو المستهدفة ساهمت بتخرج الاردن من برنامج صندوق النقد الدولي مما يعزز وضع الاردن ويؤكد قوة ومتانة الوضع الاقتصادي وقدرته على استيعاب الاستثمارات الاجنبية.
واشار الى ان قطاعات واعدة توفر فرصة ملائمة امام الاستثمارات الاجنبية تتمثل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والاقمشة والمنسوجات والادوية وتجميع السيارات والقطاع السياحي.
كما بين ان قطاع تكنولوجيا المعلومات في الاردن شهد نموا كبيرا ادى الى استقطاب شركات كبرى للعمل في الاردن مثل مايكروسوفت وانتل وسيسكو سيستمز ساهم في ذلك توفر خبرات عاملة ومؤهلة شكلت رافدا كبيرا لهذا القطاع.
وقال وزير التخطيط ان قطاع الاتصالات يشهد نموا كبيرا ويوفر فرصة للاستثمار الاجنبي خاصة بعد تحرير الاتصالات الارضية وانتهاء حصرية تقديم الخدمة بشركة الاتصالات الاردنية.
واضاف ان الاردن اطلق مبادرة التعليم الالكتروني التي تدعمها الحكومة لتساهم في تعزيز ثقافة الاقتصاد المعرفي مشيرا الى ان دولا كثيرة ابدت اهتمامها في هذه التجربة حيث تم نقلها الى البحرين والى مدارس اميركية اضافة الى بحث نقلها لعدد من الدول العربية.
وفي مجال الاقمشة والمنسوجات التي تنتج في المناطق الصناعية المؤهلة قال الدكتور عوض الله ان صادرات الاردن من هذه المنتجات نمت بنسب كبيرة وصلت الى 574 مليون دولار في العام الماضي كونها تتمتع بالدخول الحر الى السوق الامريكي بدون تعرفة جمركية او كوتا رقمية.
وقال ان هناك فرصة لزيادة الصادرات من المناطق الصناعية المؤهلة بعد التوجه لتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الاوروبي في ايلول المقبل لتتمتع بموجبها المنتجات في المناطق الصناعية المؤهلة بالدخول الحر الى السوق الاوروبية المشتركة.
وأكد الدكتور عوض الله ان هناك فرصة كبيرة للاستثمار في القطاع السياحي تتمثل في السياحة العلاجية اضافة الى المشاريع السياحية الكبرى على ساحل البحر الميت.
واوضح ان الحكومة الاردنية مبادرة مؤكدا دعم جلالة الملك لجميع الجهود التي تبذلها الحكومة لتشجيع الاستثمار وتقديم جميع التسهيلات للشركات الاجنبية من خلال النافذة الاستثمارية التي تم اطلاقها اخيرا.
واشار الوزير في هذا الصدد الى ان الاردن انتهج خلال السنوات الماضية عددا من الاصلاحات للبيئة التشريعية التي تنظم العمل الاقتصادي ولتتلاءم التشريعات مع الاتفاقيات التي وقعها الاردن مع التجمعات الاقتصادية وفي مقدمتها منظمة التجارة العالمة واتفاقية تحرير التجارة مع الولايات المتحدة واتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية.
واوضح الدكتور عوض الله توجه الاردن الى الاستمرار في برنامج الخصخصة وفتح المجال اما الاستثمارت الاجنبية للمساهمة في مشاريع حيوية مثل الفوسفات والطاقة ومشاريع المياه.
وقال عضو منظمة القادة الشباب في هونج كونج هاري هوي انه يجب تغيير بعض المفاهيم عن منطقة الشرق الاوسط وهذا ما تم بعد عدة زيارات للاردن والتي نتج عنها تأسيس عدة مشاريع استثمارية في الاردن.
وبين ان النمو الذي شهده الاردن اضافة الى الاستقرار الذي ينعم به والازدهار الذي حققه يعتبر من اهم مقومات جذب الاستثمارات الاجنبية.
وبالرغم من تواضع حجم الصادرات الاردنية الى هونج كونج الا ان الاردن استورد منها العام الماضي ما قيمته حوالى 7ر27 مليون دينار اشتملت على اقمشة والبسة واكسسواراتها اضافة الى القطن.
وبدات هونج كونج تسجل استثمارت في الاردن لكنها لا زالت في البداية ولم تتجاوز قيمتها 3ر1 مليون دينار حيث يؤمل من هذه الزيارة فتح الابواب امام قدوم مزيد من الاستثمارات الى الاردن.