جلاله الملك يلتقي الرئيس الصيني
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الصيني هو جينتاو لقاء قمة في بكين اليوم تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وسبل تعزيزها وتنميتها.
وبحث جلالته والرئيس الصيني الاوضاع السياسية في المنطقة والجهود الدولية المبذولة لحلها خاصة الصراع العربي الاسرائيلي والموقف الايجابي الذي تتخذه الصين بهدف دعم التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية.
واكد جلالة الملك والرئيس الصيني خلال اللقاء الذي عقد في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية ان حل القضية الفلسطينية وانهاء التوتر في منطقة الشرق الاوسط يكمن في تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 242 والقرار 338 مشددين على اهمية دعم المجتمع الدولي لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وقال جلالته ان العلاقات الاردنية الصينية وطيدة تمتد لسنوات طويلة اسس لها جلالة المغفور له الملك الحيسن وقادة الصين مشيرا جلالته الى ان تمتين هذه العلاقات انعكس بشكل ايجابي على التعاون الاقتصادي الذي نما بشكل مضطرد خلال السنوات الماضية.
واضاف ان علاقات البلدين القوية تساعدنا على التقدم للمساهمة في بناء سلام عالمي وفي دعم جهود السلام في الشرق الاوسط.
واعرب جلالته عن تطلع الاردن الى توسيع العلاقات الثقافية والسياحية وتبادل البعثات العلمية مع الصين، والى زيادة حجم الاستثمارات خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتدعيم التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وفال جلالته "ان الاردن ينوي تنويع مصادر المعدات العسكرية. ونتطلع الى الصين كاحدى الدول المتقدمة في هذا المجال."
ووقعت الاردن والصين عقب المباحثات اتفاقية منحة تقدم بموجبها الحكومة الصينية مبلغ 2ر7 مليون دولار واتفاقية قرض ميسر بقيمة 24 مليون دولار.
وقال جلالة الملك "اننا نشكر لكم دعمكم للاردن في مجال القروض والمساعدات لانها تاتي في الوقت الذي نعمل فيه جاهدين على تنفيذ برامج الاصلاح الاقتصادي."
واكد جلالته ان علاقاتنا السياسية متميزة وعلينا تبعا لذلك تحسين علاقاتنا الاقتصادية التي بدات تشهد تحسنا خلال السنوات الثلاث الماضية مشيرا جلالته الى اهمية التركيز على تبادل الزيارات البرلمانية وزيادة مساهمة دور القطاع الخاص في البلدين واقامة شراكات تعود بالنفع على البلدين.
واشار جلالة الملك الى ان زيارته قبل سنتين الى مدينة شنغهاي واطلاعه على الفرص الاستثمارية شجع الاردن على الاقتداء بالنمط الذي اتبعته لجذب الاستثمارات.
واكد جلالة الملك ترحيب الاردن باقامة تعاون وثيق مع الصين للمساهمة في اعادة اعمار العراق.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني وزير البلاط الملكي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك الاعلامي علي الفزاع ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في بكين رجب السقيري، وعن الجانب الصيني مستشار
الدولة تشن تشرلي ووزير التجارة بو تشلاي والسفير الصيني في عمان لوا سنج.
وقال الرئيس الصيني هو جينتاو ان بلاده ترحب بتطوير العلاقات مع الاردن وتعزيزها في شتى الميادين.
واشار الى ان العلاقات بين البلدين نمت خلال السبع سنوات الماضية بشكل كبير وان من اولوياتنا توثيق هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
واكد تطلع بلاده الى توسيع علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الاردن والى التنسيق بين البلدين حول تطوير البنية التحتية في العراق.
واعرب الرئيس الصيني عن تقدير الصين لدور جلالة الملك في العمل من اجل تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط وقال اننا مستعدون للتنسيق والتعاون مع الاردن من اجل ايجاد شرق اوسط اكثر امنا واستقرارا.
واكد ان الصين ترغب في العمل مع الاردن ومع المجتمع الدولي لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ضمن قرارات الشرعية الدولية مشيرا الى ان استمرار العمل بالجدار العازل يعمل على تعقيد الوضع في فلسطين.
وحول الوضع في العراق اكد الرئيس الصيني ترحيب بلاده بنقل السلطة الى العراقيين وقال اننا نتطلع الى تحقيق الامن والاستقرار في هذا البلد باقصى سرعة ممكنة.
وابدى استعداد بلاده للعمل مع الاردن والدول العربية والمجتمع الدولي من اجل بناء عراق حر ومستقل.
واعرب الرئيس الصيني عن شكر بلاده للاردن على استعداده لتقديم كل التسهيلات للقطاع الخاص والشركات الصينة من اجل المساهمة في بناء العراق.
وكان جلالة الملك قد التقى في وقت سابق اليوم رئيس مجلس الدولة الصينية ون جاي بو وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها في المجالات كافة.
وقال جلالة الملك اننا حريصون على تعزيز علاقاتنا مع الصين التي تعود الى عهود سابقة خاصة في المجالات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري وجلب مزيد من الاستثمارات خاصة في المناطق الصناعية المؤهلة.
واكد جلالة الملك ان الصين تمثل نموذجا خاصا في الشرق الاوسط لمواقفها المتوازنة تجاه القضية الفلسطينية والوضع في العراق.
واضاف ان السنوات الماضية شهدت تطورا نوعيا في مجال الاستثمارات الصينية والتي هي محط اهتمام الاردن ونرحب بمزيد من التعاون بين بلدينا للمساهمة في بناء مستقبل العراق.
وابدى جلالة الملك استعداد الاردن لتوثيق التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتقديم كافة التسهيلات للشركات الصينية من خلال النافذة الاستثمارية التي تم انشاؤها لتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين الاجانب.
من جانبه قال رئيس مجلس الدولة الصينية ون جاي بو ان الاستثمارت الصينية في الاردن تنامت حوالى 46 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية مما يعكس تطور العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين.
واضاف "ما نريده من الاردن هو تقديم التسهيلات امام الشركات الصينية التي ترغب بالمشاركة في مشروعات اعادة اعمار العراق."
وقال ان العديد من الشركات الصينية في شنغهاي تعاونت مع شركات اردنية ونامل ان تفتح هذه النجاحات الطريق امام اقامة شراكات جديدة بين القطاع الخاص الاردني والصيني.
وتطرق رئيس مجلس الدولة الصيني الى القضايا المتعلقة بالعمالة الصينية في الاردن معربا عن امله ان توقع الاردن والصين اتفاقية لتنظيم شؤون العمال الصينين في الاردن الذين يتركز معظمهم في المناطق الصناعية المؤهلة.
وبحضور جلالة الملك عبدالله والرئيس الصيني هو جينتاو وقع البلدان اتفاقية منحة تقدم بموجبها الحكومة الصينية مبلغ 2ر7 مليون دولار تستخدم في تمويل عدد من المشروعات التنموية المدرجة في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للاعوام 2004-2006.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الاردني وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله وممثل الحكومة الصينية وزيرالتجارة بو تشلاي.
وقال الدكتور عوض الله ان اتفاقية المنحة والقرض تاتيان نتيجة للجهود التي يبذلها جلالة الملك في انضاج العلاقات الصينية الاردنية وترسيخها خاصة في المجال الاقتصادي، حيث ان الصين لها مساهمات كبيرة في المشروعات التنموية في الاردن.
واشار الى ان قيمة المنحة التي تبلغ 2ر7 مليون دولار ستساهم في تمويل خطة الحكومة التنموية للعامين المقبلين.
وفيما يتعلق بالقرض قال الدكتور عوض الله ان قيمته تبلغ 24 مليون دولار لمدة 20 عاما وفترة سماح خمس سنوات لتمويل مشروعات سيتم الاتفاق عليها لاحقا.
واشار الى ان الحكومة الصينية تمول حاليا مدينة معان الصناعية ومشروعات المياه وكذلك مشروع مستشفى عين الباشا المنوي تنفيذه.
وقال الناطق باسم الخارجية الصيني ليو جانشوى ان الزعيمان عبرا عن عمق العلاقات بين البلدين والتطورات التي تشهدها في المجالات السياسية والاقتصادية وكذلك التبادل الثقافي والعلمي بينهما.
واشار الى ان الرئيس الصيني قدم مجموعة من المقترحات لتطوير العلاقات تتضمن تبادل الزيارت المشتركة للمسؤولين في كافة المستويات خاصة بين ممثلي البرلمان والمنظمات غير الحكومية.
وجرى لجلالته استقبال رسمي في قاعة الشعب الكبرى حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس الصيني هيو جينتاو وعدد من كبار القادة الصينيين وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني الصيني واستعرض جلالته والرئيس الصيني حرس الشرف الذي اصطف لتحية جلالته.
وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها جلالة الملك عبدلله الثاني لدولة الصين الشعبية منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية في العام 1999، وتأتي جميعها في اطار تنمية العلاقات السياسية من ناحية ودعم العلاقات الاقتصادية وجذب الاستثمارات الاجنبية، والتي اثمرت على مدى الاعوام الماضية بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وترتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات تاتي في مقدمتها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات، واتفاقية انشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، واتفاقية التعاون الفني والثقافي والعلمي.
ويميل الميزان التجاري بشدة اتجاه الصين الشعبية حيث استورد الاردن ما قيمته 1ر285 مليون دينار في العام الماضي مقابل صادرات قيمتها حوالى 5ر25 مليون دينار تاتي في مقدمتها الاسمدة والبوتاس.
وتتوفر لدى المناطق الصناعية المؤهلة في الاردن ميزة التصدير الى الاسواق الاميركية بدون تعرفة جمركية او تحديد الكميات المصدرة (كوتا)، حيث ارتفعت الاستثمارات الصينية في الاردن لتصل حوالى 30 مليون دينار ومرشحة للزيادة بسبب الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله في ترويج الاردن والتعريف بالمزايا التي يوفرها الاقتصاد الاردني للمستثمرين.