جلالة الملك يجري مباحثات مع الرئيس الالماني ونائب المستشار وزير الخارجية
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
في اطار التحرك النشط الذي يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني على الساحة الاوروبية لحث دول الاتحاد الاوروبي على بذل اقصى الجهود لايقاف وتيرة العنف المتصاعد في الاراضي الفلسطينية وتحريك عملية السلام اجرى جلالة الملك الذي ترافقه جلالة الملكه رانيا العبدالله في زيارته لالمانيا مباحثات في برلين اليوم مع الرئيس الالماني هورس كوهلر ونائب المستشار الالماني وزير الخارجية يوشكا فيشر.
واكد جلالته خلال المباحثات التي حضرها وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية الدكتور مروان المعشر والسفير الاردني في المانيا والالماني في عمان وعدد من كبار المسؤولين الالمان على اهمية التزام المجتمع الدولي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وقال جلالته ان السبيل الوحيد لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ينطلق من اقامة دولتين
فلسطينية واسرائيلية تعيشان بامن وسلام مؤكدا جلالته ان تحقيق ذلك يتاتى من خلال التزام الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بالتنفيذ الدقيق لبنود خارطة الطريق.
ودعا جلالته الى وقف فوري لاعمال العنف في غزة معتبرا ان الاستمرار في بناء المستوطنات والجدار العازل يشكلان عائقا امام اي تقدم حقيقي للتوصل الى سلام عادل وشامل.
كما دعا جلالته الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياتهم لوضع حد لتدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ووقف اعمال العنف وانهاء المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء الممارسات الاسرائيلية.
ولفت جلالته الى ان حالة الفوضى والاضطراب والعنف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والناجمة عن عدم التوصل لحلول عادلة وشاملة خاصة في فلسطين والعراق هي التي تغذي ظاهرة التطرف والارهاب الامر الذي يدعو الى تكاتف جهود الجميع لاحلال الامن والسلام كي تنعم به شعوب المنطقة.
ورفض جلالته في هذا السياق محاولات الربط ما بين الاسلام والارهاب مؤكدا ان الاسلام دين تسامح وسلام وحوار لاعلاقة له بالارهاب الذي يدينه الاردن بشده بكل صورة واشكاله.
وفيما يتعلق بالوضع في العراق اكد جلالة الملك ان الاردن لم يتوان عن تقديم الدعم والمساعدة للشعب العراقي والحكومة العراقية لتحقيق الامن والاستقرار والازدهار باسرع وقت ممكن كي يستعيد العراق مكانته ودوره المؤثر كعامل استقرار في المنطقة.
وحث جلالة المجتمع الدولي الى اعطاء المزيد من الدعم للحكومة العراقية في جهودها الرامية الى تحقيق الامن واعادة الاعمار وبناء المؤسسات مشددا جلالته على اهمية استتباب وترسيخ الامن في العراق وتهيئة الظروف المناسبة حتى تتم الانتخابات في جميع ارجاء العراق.
كما تناولت مباحثات جلالته مع الرئيس الالماني ونائب المستشار وزير الخارجية يوشكا فيشر اليات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية حيث تطابقت وجهتا نظر البلدين وحرصهما على مواصلة العمل لتطوير علاقات التعاون في المجالات كافة.
واعرب جلالته عن تقديره لمساندة المانيا ودعمها للاردن في تنفيذ برامجه الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف الى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
واثنى الرئيس الالماني كوهلر ونائب المستشار الالماني وزير الخارجية فيشر على اصرار وتصميم الاردن بقيادة جلالة الملك لتحقيق السلام في الشرق الاوسط وايجاد حلول للقضايا العالقة في المنطقة.
وثمنا علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بين البلدين الصديقين مؤكدين ان المانيا ستواصل توطيد وتعزيز علاقاتها مع الاردن والبناء عليها في مختلف المجالات.
كما اشادا بالبرامج الاقتصادية التي ينفذها الاردن لتطوير اقتصاده الوطني والتي تعد نموذجا ناجحا في المنطقة.
وكان جلالته عقب لقائه نائب المستشار الالماني وزير الخارجية فيشر قد اكد في تصريحات لوكالة فرانس برس "اننا ملتزمون بمنح الحكومة العراقية المؤقتة اكبر قدر من الدعم لجعل الوضع الامني في العراق اكثر استقرارا."
وقال انه سيلتقي رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي قريبا لبحث السبل المتعلقة بدعم العراق ومساعدته لاجراء الانخابات المقررة في شهر كانون الثاني المقبل.
وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في تصريح للتلفزيون الاردني ووكالة الانباء الاردنية (بترا) عقب المباحثات التي اجراها معه جلالة الملك عبدالله الثاني انه شرف كبير لنا ان نلتقي مع جلالة الملك الذي تربطنا ببلاده صداقة قوية وعلاقات وطيدة في مختلف المجالات حيث سيفتتح جلالته اليوم مع الرئيس الالماني معرض يعبر عن ثقافة وتاريخ الاردن.
وفيما يتعلق بالوضع في الاراضي المحتلة قال فيشر نحن نتألم لمعاناة الشعب الفلسطيني وما نحتاجه بعد انتهاء الانتخابات الامريكية هو مبادرة للتحرك قدما لاعادة عملية السلام الى مسارها في ضوء خارطة الطريق وهذا مهم لجميع الاطراف لتطبيقها على الواقع وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وردا على سؤال فيما يخص الاوضاع في العراق اشار الى ان الوضع الامني على الساحة العراقية معقد معربا عن امله ان في يستعيد العراق استقراره وان تتمكن الحكومة العراقية من القيام بدورها السياسي.
واكد ان كل الاطراف مدعوة لدعم الجهود المبذولة في سبيل ضمان التقدم والاستقرار في العراق وتمكين الحكومة من القيام بدورها في اجراء الانتخابات المقررة هناك.
واشاد بالعلاقات التي تربط الاردن مع المانيا ووصفها بانها علاقات صداقة قوية وقال نحن نقدر الدور الذي يلعبه الاردن كعنصر استقرار وتطوير في المنطقة وكذلك دور الحكومة الاردنية التي تعمل في ظروف كثيرة التعقيد تشهدها دول الجوار وبخاصة الوضع الاقتصادي.
كما اكد في هذا الصدد استعداد بلاده ودول الاتحاد الاوروبي لمواصلة تقديم المساعدات التي تضمن تطوير التجارة والسياحة والاقتصاد في الاردن وتمتين العلاقات الثانية في جميع المجالات وقال سنعمل ما بوسعنا لدعم دور الاردن الهام في المنطقة.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر في تصريحات عقب اللقاء ان تصريحات مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي الاخيرة تضع علامات تساؤل كبيرة حول التزام اسرائيل بخارطة الطريق ومجمل العملية السلمية.
وقال "اذا كانت هذه التصريحات تعكس وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية فنحن حقيقة في وضع خطير جدا اذا كانت الحكومة الاسرائيلية تتبنى علنا مواقفا يدعو الى تجميد العملية السلمية وتجميد الحل المبني على اساس دولتين وهو ما يهدد المصلحة الاردنية كما يهدد ايضا المصلحة الفلسطينية."
وطالب الدكتور المعشر الحكومة الاسرائيلية بتوضيحات حول هذا الموضوع وبتاكيد التزامها بالعملية السلمية وخارطة الطريق وقال والا سنكون بوضع خطير جدا.
واضاف ان جلالة الملك بين الموقف وبكل وضوح لوزير الخارجية الالماني فيشر حيث اكد جلالته ضرورة العمل بكل قوة خاصة بعد انتهاء الانتخابات الامريكية من اجل تسريع مسار السلام والوصول الى حل عادل فلم يعد مقبولا الابقاء على كما هو عليه بوتيرة الحالية التي لن تؤدي الى حل يرضي الجانب العربي والمجتمع الدولي ويؤدي الى انهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال ان جلالة الملك تحدث عن الوضع في العراق وعن دعم الاردن لجهود الحكومة العراقية الانتقالية في الوصول الى انتخابات تجري على كامل الارض العراقية وتؤدي الى حكومة عراقية دائمة تسهم في احداث الاستقرار المنشود في العراق.
واشار الى ان جلالة الملك تطرق الى العلاقات الثنائية والاقتصادية بين الاردن والمانيا والتي تاتي استكمالا لما طرحه جلالته في كافة لقاءاته مع المسؤولين الاوروبيين.