خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في منتدى الاستثمار الأردني في تشيلي

خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في منتدى الاستثمار الأردني في تشيلي

تشيليسانتياجو
21 تشرين الأول/أكتوبر 2008

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكركم جزيل الشكر. وأنا هنا أتحدث باسم جميع أعضاء الوفد الأردني عندما أعبّر عن مدى السعادة بأن نكون معكم اليوم. وأودّ أن أعرب عن شكري بصورة خاصة للأصدقاء التشيليين الذين ساعدوا في تنظيم هذا المنتدى. كما يسعدني أيضاً أن أرحب بأعضاء المجلس العربي التشيلي الذين يمثلون واحدة من أهم الجاليات العربية اليوم خارج منطقة الشرق الأوسط. كما إنني ممتن لجميع المشاركين الأفاضل الذين انضموا إلينا من القطاع الخاص والحكومة ووسائل الإعلام، وغيرها.

أصدقائي،

إن ما يفصل بين الأردن وتشيلي هو سبع فترات زمنية مختلفة، وأكثر من 13.000 كيلومتر - ولكننا جاران متقاربان عندما يتعلق الأمر بالنهج الاقتصادي العالمي. فنحن نسعى إلى إيجاد اقتصاد حيّ مزدهر حرّ... يدفعه الإبداع... وله صفة تنافسية قوية في الأسواق العالمية... وقادر على تأمين إمكانات وصول جديدة إلى الفرص.

وعلى مدى عشر سنوات ويزيد، كانت لدينا في الأردن إستراتيجية وطنية... واتخذنا إجراءات عملية... للتوصّل إلى نتائج فاعلة. وقد كان التعاون على المستوى الدولي جزءًا رئيسياً من ذلك الجهد.

ونحن متفائلون بدرجة كبيرة بشراكتنا المتنامية مع تشيلي. إنني على يقين بأنه يمكننا العمل مع بعضنا البعض لإيجاد وإدامة الفرص لشعبينا... وللتقليل من خطر الأحداث المتغيرة في الاقتصاديات الرئيسية... ولنتبوأ المكان الذي نستحق في تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.

فبناء الشراكات أمر أساسي لفتح المعابر للأسواق الإقليمية... وللبناء على مكامن القوة النسبية لدينا، وللتشارك في المعرفة والممارسات الأفضل... ولرفع وتيرة صمودنا وثباتنا أمام الصدمات الخارجية.

إن لدى الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية أدواراً رئيسية في هذه الشراكات. فالتعاون يعني النمو المتعدد الأطراف والثنائي. وللأردن ومنظمة ميركوسور اتفاقية تعاون قائمة، نأمل أن تؤدي إلى عقد اتفاقية للتجارة الحرة. ونحن ممتنون لقيام تشيلي بدعم هذه الخطوة الهامة. وخلال هذه الزيارة، فإنه من دواعي السرور أن نقوم بتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية التي ستسهم في تطوير علاقاتنا الاقتصادية.

إن للقطاع الخاص دوره المميز في تطوير العلاقات بين الجنوب والجنوب. وغالباً ما تكون لديكم أعظم الفرص لتصميم الشراكات الفعّالة التي ستفيد الجانبين. وفيما يتعلق بالأردن وتشيلي، فإنني أعلم أن غرفتي التجارة في البلدين تدرسان ما يمكن القيام به من مبادرات مستقبلية. إن مثل هذه الارتباطات تتنامى، وآمل أن يساعد هذا المنتدى على إيجاد المزيد منها.

أصدقائي،

لقد حان الوقت لبناء شراكتنا. وستجدون الأردن شريكاً قادراً لديه الرغبة في الشراكة. فاعتدال بلدنا واستقراره... وعملنا من أجل السلام والتكامل الإقليميين... والتزامنا بمستقبل يعمّه التقدّم، كلّ هذا يجعل من الأردن مكاناً عظيماً لممارسة الأعمال على المستوى العالمي.

إن هناك إمكانات هائلة للارتباطات الخلاّقة بين صناعاتنا وقطاعاتنا. وأملي أن تتمكنوا اليوم وفي الأسابيع القادمة من استكشاف الفرص العديدة المتاحة في مجالات السياحة والتعدين والنقل وصناعة الأدوية، وغيرها الكثير.

ومرة ثانية، أشكركم على مشاركتكم في المنتدى الذي عقد اليوم. فقد كان من دواعي اعتزازي أن أساعد في افتتاح هذا الحدث الهام. وأتمنى لكم النجاح في أعمالكم.