كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل العشاء الذي أقيم أثناء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر إلى الأردن

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل العشاء الذي أقيم أثناء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر إلى الأردن

الأردنعمان
09 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس فيشر، السيدة فيشر،

بالنيابة عن الشعب الأردني، أرحّب بكم، وبأعضاء وفدكم الأفاضل أجمل ترحيب في هذه الأمسية. إن حضوركم اليوم تشريفٌ لبلدنا.

كما أن زيارتكم تستحضر لدى رانيا ولديّ ذكريات رائعة عن زيارتنا لفيينا في نيسان إبريل الماضي. ونتطلع إلى أن تكون زيارتكم للأردن بتاريخه الكبير وديناميكيته تجربة عظيمة تحملونها معكم على الدوام.

فخامة الرئيس،

إن الاجتماعات التي عقدناها اليوم تُلْقي الضوء على التحديات المُشْتركة التي تواجهنا: موقع بلدينا في الاقتصاد العالمي... والحاجة إلى ضمان رفاه مواطنينا وحُسْن أحوالهم... والضرورة القصوى لإنهاء النزاعات الإقليمية.

وهي تبيّن أيضاً أن أمامنا فرصاً عديدة لتعزيز تعاوننا... ولخدمة مصالح شعبينا بصورة أفضل... وللإسهام في حوار الحضارات لإنهاء المفاهيم الثقافية الخاطئة ووضع حدّاً لها... وترويج قيم التسامح وقبول الآخر.

أصدقائي الأعزّاء،

إننا نشترك في فرص وآفاق هامة مفتوحة أمامنا - فهناك معابر إلى الأسواق... وقدراتٍ إنتاجية... وسكّانٌ لهم تطلعات... وغير ذلك الكثير. وهناك مصلحة مشتركة هائلة في تنسيق مكامن القوة الاقتصادية هذه، لمساعدة بلدينا على المُضيّ قُدُماً.

وهذا الأمر أساسي ونحن نفكّر بالمستقبل الاقتصادي الذي نعمل على تشكيله. إن الشباب الأردني والنمساوي، يتطلعون إلى المشاركة في تقدّم الإنسانية وفي ثروة هذا الكون، وهم جديرون بهذه المشاركة.

أصدقائي، يمكننا معاً، ويتوجّب علينا، أن نساعد في هذا الأمر كي نضمن لهم تحقيق النجاح.

وعلى مدى الأيام القليلة القادمة، آمل أن تُتاح لكم الفرصة لتروا مسار التقدم في الأردن: الشعب والمؤسسات الذين يعملون على توسيع قدرات بلدنا وايجاد فرص جديدة... والمبادرات التنموية التي تركّز على تحسين حياة الناس والبناء من أجل المستقبل... واستثمارنا الوطني في كنوز الأردن الطبيعية والتاريخية - من عمّان إلى العقبة إلى البتراء، وما يتجاوزها.

فخامة الرئيس،

مع انطلاقة الأردن إلى الأمام، كنّا نقدّر عل الدوام عمق صداقة بلدكم ودعمها. ونحن نحيّي الدور الإيجابي الذي تقوم به النمسا لتكون الشراكة الأورومتوسطية قويةً بناءة. ونرحب بحرارة بالروابط الرسمية وتلك التي تجمع بين القطاع الخاص في البلدين. وأنا على علم بأن مجموعة من ممثلي القطاع الخاص الاردني والنمساوي سيلتقون أثناء هذه الزيارة. وآمل أن تكون مباحثاتهم مُثمرة في إيجاد المزيد من التعاون. فقد جلب النمساويون معهم إلى الأردن الخبرة المتميّزة والرؤية لجيل جديد من الأعمال والشراكات التنموية. وأرى أن هناك إمكانات عظيمة للمزيد من التفاعل في السنوات القادمة.

أصدقائي،

إن للنمسا دوراً بارزاً في ذلك الجوار الكبير الذي يضمّ أوروبا والشرق الأوسط. فالنمساويون يحظون بالاحترام في جميع أرجاء المنطقة باعتبارهم وسطاء نزيهين وأصدقاء للعدالة. وأنتم تدركون - كما ندرك نحن - أهمية انخراط أوروبا النَشِط في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد كنتم شركاءنا في عملنا الدؤوب من أجل وضع نهاية حقيقية للنزاع... ولإيجاد حلٍّ يحقّق العدالة وإقامة الدولة للفلسطينيين، ويضمن الأمن والقبول لإسرائيل.

فخامة الرئيس،

علينا، معاً، أن نقف بحزم مع الاعتدال والقبول بين الشعوب والديانات. وعلينا أن نعمل من أجل مستقبل يعمّه السلام والتعاون. ولتحقيق مثل هذا المستقبل، علينا أن نبني شراكات... علينا أن نعمل معاً. وسنعمل معاً.

فخامة الرئيس فيشر، السيدة فيشر،

يسعدني غاية السعادة أن أرحب بكما في الأردن. وأتمنى لكما طيب الإقامة، وزيارةً ناجحة آمل أن تتكرر في المستقبل.

والشكر لكم.