كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الأردنالبحر الميت
26 أيار/مايو 2013
(مترجم عن الإنجليزية)

بسم الله الرحمن الرحيم

بروفيسور شواب،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،

أشكركم جميعا لما حققتموه من نجاح في هذا المنتدى.

إن منطقتنا اليوم لديها هدف أساسي، وهو بناء مستقبل قوي ومستقر تنعم فيه جميع شعوبنا بالازدهار. وأنتم، وآخرون كثر في جميع أنحاء بلداننا، قادة ورواد هذه المسيرة.

نحن بحاجة إلى مسار واسع، مسار موثوق ومطمئن، يشجع الملايين من الناس على المضي قدما.

هذا هو الخيار الذي انتهجه الأردن. وقد ثبتت فعالية نهجنا الجامع المبني على التوافق. ففي المجال الاقتصادي، حظيت سياسات الإصلاح في المملكة بدعم عالمي، ونتوقع قريبا مزيدا من التقدير الدولي للسياسات الاستثمارية الحصيفة التي إنتهجناها، فهذه السياسات وغيرها من الخطوات الأخرى تعمل على فتح فرص جديدة أمام الجميع، وأمام شبابنا بشكل خاص.

 تتميز المنطقة كلها بإمكانية غير مسبوقة لإحداث تغيير إيجابي حقيقي، فدعونا نعمل في المسار الصحيح معا. إننا نشهد في كل بلد وفي كل قطاع روحا إبداعية ومشاريع جديدة، لذلك دعونا نتغلب على ما تبقى من تحديات، ونوفر الفرص، والمؤسسات، وظروف المعيشة الأفضل، التي يستحقها الناس في كل مكان.

لقد وفر هذا المنتدى أيضا منبرا لمبادرة خلاقة لدعم الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. ومشاركتكم على مستوى الأفراد والقطاع الخاص وعلى المستوى الإقليمي والدولي يمكن أن تساعد في كسر الجمود. لقد ساهمتم بأفكاركم  اليوم بشكل مباشر في العمل الجاد الذي يقوم به وزير [الخارجية الأمريكي] جون كيري والأطراف الرئيسية، بهدف استئناف مفاوضات الوضع النهائي. إن جهود السياسيين بحاجة إلى عونكم لتحقيق حل الدولتين على أساس مبادرة السلام العربية. ولذا، دعونا نساعد الأطراف على تحقيق هذه الغاية.

ومن الضروري أيضا أن ينخرط العالم على أعلى مستوى لإنهاء الأزمة السورية. وقد حان الوقت لنثبت، فعلا وقولا، أن العالم لن يتغاضى عما يحدث من دمار وتشرد هناك. ويتعين على المجتمع الدولي أن يوحد جهوده ويضع حدا فوريا للعنف، ويجد حلا سياسيا يتيح للشعب السوري إعادة بناء مستقبله.

إن الدول المضيفة للاجئين مثل الأردن، والسوريين الذين أصبحوا بلا مأوى داخل وطنهم وخارجه، بحاجة ماسة إلى دعم العالم. وقد طغى التدفق المتزايد للاجئين على قدرة المساعدات الإنسانية لتلبية الحاجة. وفي الأردن، ترزح الخدمات العامة وموارد الميزانية تحت الضغوط جراء ذلك. ففي بعض الأماكن في شمال الأردن بدأت الموارد المائية الشحيحة جدا في بلادنا تستنزف بشكل هائل. وأنا أتكلم نيابة عن الأردنيين في جميع أنحاء بلدي، المتضررين من عبء اللاجئين عندما أقول: يجب على العالم أن يسارع إلى تحمل مسؤولياته، ويزيد من تدفق المساعدات بشكل فوري.

أصدقائي،
بعض الأهداف ذات طبيعة عالمية. فالسلام والأمن والبيئة والاستقرار الاقتصادي والنمو، كلها مصالح حيوية بالنسبة لنا جميعا.

أنتم ونظراؤكم في جميع أنحاء المنطقة تساعدون على تحديد الاتجاه. والشراكات التي تقيمونها اليوم ستساعد في بناء هذا المسار. أتمنى لكم التوفيق والنجاح.

شكرا لكم.