كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل إطلاق ميثاق منظومة النزاهة الوطنية وخطته التنفيذية
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل إطلاق ميثاق منظومة النزاهة الوطنية وخطته التنفيذية
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يعطيكم العافية،
أنا سعيد بهذا اللقاء اليوم، الذي يكرس جهدا وطنيا جماعيا، لمعالجة تحدي وهمّ كان يشغل بال الأردنيين، خلال الفترة الماضية. هذا الـجهد الوطني الجماعي، الذي تمثل بإنجاز ميثاق وطني، وخطة تنفيذية لمأسسة وتعزيز وإدامة منظومة النزاهة الوطنية، ومكافحة الفساد.
شعبنا اليوم يقدم نموذجا فريدا وملهـما، لجهد تم بمشاركة جميع مكونات مجتمعنا، من خلال الحوار البناء والهادف، واحترام الرأي الآخر. وهذه كلها مقومات نجاح عملية التحول الديموقراطي، الذي هدفه الأساس تمكين المواطن من المشاركة الفعلية في صناعة القرار، ورفعة وازدهار هذا الوطن الغالي.
إن هذا الإنجاز يجسد قدرة الأردنيين، على مواجهة التحديات، ومعالجتها بروح وطنية عالية وشعور بالمسؤولية، وبالاعتماد على الحقائق والموضوعية. وهذا الأسلوب هو سبب نجاح الأردن والأردنيين، في مواجهة التحديات، وفي التميز والريادة. وهذا مصدر فخري واعتزازي بأهلي الأردنييـن.
تابعت بكل الحرص والاهتمام على مدار السنة الماضية، عمل هذه اللجنة وحواراتها التي شملت كل المحافظات، ومع مختلف مكونات المجتمع، والتي أسفرت عن توصيات تمت مناقشتها والتوافق عليها وتبنيها، خلال المؤتمر الوطني الذي عقد الأسبوع الماضي. وهذا إنجاز وطني كبير ومتميز، فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا الميثاق، والخطة التنفيذية التي ستساهم بتحويله إلى واقع ملموس.
إن تكريس مفاهيم النزاهة، كمنظومة للعمل الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، هو من المرتكزات الرئيسة لعملية التحول الديموقراطي، وهو مؤشر على جدية وواقعية عملية الإصلاح لتطوير العمل المؤسسي والحفاظ على المال العام، وإرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة، خصوصا مكافحة الفساد بكل أشكاله ومحاربته حتى قبل وقوعه.
تطوير منظومة النزاهة الوطنية ركن أساسي لتحقيق الثورة البيضاء، التي دعونا إليها، وللبناء على ما تراكم من إنجازات، والاستمرار في تعزيز ثقة المواطن بدولته ومؤسساتها، وتطمينه على مستقبل أبنائه وبناته.
ولابد من التأكيد هنا يا إخوان، أن مسؤولية تنفيذ هذا الجهد الوطني وترجمته على أرض الواقع، هي مسؤولية مشتركة بين جميع السلطات ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطنين لترسيخه كنهج ثابت وأسلوب وممارسة في حياتنا العامة.
واليوم، وعلى بركة الله، نطلق ميثاق النزاهة الوطنية وخطته التنفيذية، ونوجه السلطات الثلاث لتبني هذا الميثاق، وتنفيذ خطته ضمن الإطار الزمني المحدد.
ولضمان تحقيق نتائج حقيقية وملموسة، سيتم تشكيل لجنة لتقييم العمل ومتابعة الإنجاز خلال المرحلة المقبلة، على أن يتم إطلاع المواطنين على سير العمل والإنجاز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.