مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع قناة العربية

أجرى المقابلة: 
سعد السيلاوي
For: 
قناة العربية الفضائية
07 أيار/مايو 2006

العربية: جلالة الملك، نبدأ من الإرهاب الذي بات اليوم يهدد الناس في أمنهم وخاصة في هذه المنطقة. لكنه في ذات الوقت ... واسمح لي ان يكون الحوار صريحا منذ البداية ... أعلنتم جلالتكم بعد التفجيرات التي شهدتها عمان في نوفمبر الماضي بأنكم ستقومون بوضع إستراتيجية أمنية جديدة وحازمة للتعامل مع خطر الإرهاب ... لكن بصراحة هناك تخوف من ان يكون التصدي للإرهاب مبررا أو حجة للتضييق على الحريات في بلد أعلنتم فيه مرارا بأنكم تريدون حرية سقفها السماء؟

جلالة الملك: أولا لا بد هنا من التّأكيد على أن الإرهاب لا يهدد بلد أو منطقة لوحدها وإنما هو خطر يمكن أن يهدد أي بلد في هذا العالم. ويجب أن لا نسمح للإرهاب بتغيير أسلوب حياتنا في حماية الحريات العامة وحقوق المواطنين في العيش بأمان وحرية وكرامة. وكما قلت في السابق، نحن في الأردن لن نسمح للإرهابيين بتحويل هذا البلد الديمقراطي إلى دولة بوليسية. ونحن نرى أن محاربة الإرهاب لا تكون بإتخاذ الإجراءات الأمنية المباشرة فقط وإنما من خلال إستراتيجية شاملة لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ ثقافة العنف واستغلال الديمقراطية أو الدين للترويج للأعمال الإرهابية أو تبريرها بأي شكل من الأشكال.

وقد باشرنا في الأردن بوضع مثل هذه الإستراتيجية ووضع قانون لمكافحة الإرهاب. ولن يكون هذا القانون على حساب الديموقراطية أو الحريات العامة.

العربية: لقد طمأنتنا يا صاحب الجلالة، فقد كانت هناك مخاوف من تحويل الدولة الأردنية الى دولة بوليسية، لكنني فهمت مما تفضلتم به جلالتكم، أن هناك من يدعم ويؤيد هذه الأعمال الإرهابية في الأردن، خاصة أن هناك من يروج للفكر التكفيري ويرى في الإرهابيين أمثال الزرقاوي وأسامة بن لادن والظواهري وغيرهم أبطالا؟

جلالة الملك: ليس في الأردن فقط وإنما في العديد من البلدان، هناك بعض الكتاب في الصحافة وبعض المحطات الفضائية وبعض الذين يخطبون في المساجد يمارسون الترويج لثقافة العنف وإيجاد المبررات للإرهابيين أو تصوير جرائمهم على أنها بطولات أو نوع من الجهاد. ومن المهم أن نذكر هنا أن الإرهابيين الذين يقتلون الناس باسم الإسلام والدفاع عن المسلمين قد قتلوا من المسلمين أكثر من الذين قتلوهم من غير المسلمين أو من الذين يعتبروهم أعداء للإسلام.

لذلك لابد من وضع حد لكل من يروج لثقافة العنف أو إيجاد المبررات للإرهابيين لأنه شريك لهم في كل جرائمهم. وأنا متأكد أن الأغلبية من شعبنا تقف صفا واحدا ضد الإرهابيين.

العربية: نعم ربما ذلك ... خاصة بعد مأساة عمان الأخيرة التي نالت من عرس أردني ... سأتجاوز هذا الموضوع المأساوي كما تجاوزه العديد من الأردنيين لأذهب إلى موضوع ساخن وهو العراق الذي بدأ يشهد ترتيبات سياسية ... جلالة الملك، كيف تقيمون الوضع في العراق؟

جلالة الملك: نرجو أن يكون ما حدث في العراق في الأيام الماضية من اتفاق على اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس الجمعية الوطنية العراقية فاتحة خير وخطوة على طريق بناء مؤسسات الدولة العراقية وتمكين الشعب العراقي من تحقيق سيادته على كامل أراضيه.

ونرجو أيضا أن تكون هذه الحكومة قادرة على تمثيل جميع فئات الشعب العراقي، بحيث لا تسيطر فيها أي فئة أو مجموعة على المجموعات الأخرى حتى تتمكن من توفير الأمن والإستقرار والحياة الحرة الكريمة لكل العراقيين بمعزل عن أي إختلافات عرقية أو مذهبية أو سياسية.

العربية: من أمنيات جلالتكم للعراق والعراقيين، أنتقل إلى أماني وجهود جلالة الملك تجاه القضية الساخنة الأخرى .. فلسطين .. ما هي نظرة جلالة الملك المستقبلية للعملية السلمية ... بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة وكذلك بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية وقيادة ايهود اولمرت لرئاسة هذه الحكومة الإسرائيلة؟

جلالة الملك: من الضروري أن يدرك الجميع أن العملية السلمية في الشرق الأوسط ليست مرتبطة بأحزاب بقدر ما هي مرتبطة بحكومات ودول. وهي أيضا حق لشعوب المنطقة والأجيال القادمة التي من حقها أن تنعم بالسلام والإستقرار. وهي في نفس الوقت مطلب دولي أكدت عليه قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

عملية السلام أصبحت اليوم مرهونة بأجندة الحكومة الإسرائيلية الجديده وبرنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة أيضا. والمطلوب الآن من أنصار السلام في المنطقة العمل على إستمرار الزخم في عملية السلام والبناء على ما تم إنجازه حتى لا تضيع هذه الفرصة التاريخية والتي ربما تكون الأخيرة للتسوية السلمية وقيام الدولة الفلسطينية.

العربية: الدولة الفلسطينية فرصة تاريخية ... وهنا أتذكر لقاء سابق لي مع الرئيس حسني مبارك وقال فيها أن القضية الفلسطينية قضية الفرص الضائعة ... جلالتكم، هل حقا سيكون هناك دولة فلسطينية؟ خاصة أن عملية السلام شبه متوقفة الآن كما لا يوجد أي خطوات جديه بعد الانسحاب من غزة وما تبعه من فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية ... وما رافق هذا الفوز من رفض دولي للتعامل مع حركة حماس وممارسة الضغوط عليها؟ لكن السؤال اليوم هو ... أليس وجود حماس في الحكومة هو خيار الشعب الفلسطيني؟

جلالة الملك: أولا يجب أن يحترم العالم خيار الشعب الفلسطيني وحقه في اختيار قيادته. ونحن في الأردن حريصون على دعم الأشقاء الفلسطينيين حتى يتوصلو إلى حقوقهم وقيام الدولة الفلسطينية وسوف نتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة وفقا لثوابتنا الوطنية.

ونتمنى على الإخوة الفلسطينيين والإخوة في حماس بشكل خاص التعامل مع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بمنتهى الواقعية مع الأخذ بعين الإعتبار موقف العالم من حولنا والكثير من الحقائق والمستجدات التي لا يمكن تجاهلها أو التراجع عنها. ويجب أن يتذكر الجميع أن الوقت المتاح أمامنا للتسوية السلمية هو بحدود السنتين. وأخشى إذا انتهى هذا الوقت القصير ولم نتوصل إلى تسوية أن لا يبقى للفلسطينين ما يتفاوضون عليه. كما أتمنى على اللجنة الرباعية أن تعمل على تفعيل خارطة الطريق لدفع المسيرة السلمية إلى الأمام حتى لا تضيع هذه الفرصة ويرجع الجميع إلى النقطة التي بدأو منها قبل سنوات.

العربية: سنتان فقط؟ إذا انتهت مدة السنتين التي تحدثتم عنها ولم يتم التوصل إلى تسوية تقوم على أساسها الدولة الفلسطينية (مع التذكير بأن العام 2005 ... العام الماضي ... كان موعدا لقيام الدولة ... ولم يتم ذلك) فهل سيكون للأردن دور في الضفة الغربية ... وما هو شكل العلاقة المستقبلية بين الأردن وفلسطين على فرضية أو لو افترضنا ان الدولة لم تقم؟

جلالة الملك: أولا يجب أن أوكد على أن الأردن ليس له أجندة خاصة ولا أطماع في الضفة الغربية. وبالرغم من أن كثيرا من الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وقراها يعرفون التضحيات الكبيرة التي قدمها الأردن من أجل الحفاظ على الضفة الغربية والحقوق الفلسطينية ويقدرون هذه التضحيات. أقول بالرغم من ذلك لابد من الإعتراف بأن هناك جيل كامل من الفلسطينيين الذين نشأوا تحت الإحتلال بعد عام 1967 ربما لا يعرفون حقيقة الدور الأردني وما قدمه الأردن من أجل القضية الفلسطينية، وخاصة أن الكثير من أبناء هذا الجيل تأثروا بشكل كبير بما كانت تروج له بعض الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية من إتهامات ظالمة للأردن وتشكيك بدوره وتحميله مسؤولية كل الأخطاء التي ارتكبتها بعض الأنظمة العربيه وبعض الفلسطينيين بحق القضية الفلسطينية.

العربية: جلالة الملك، أنت تتحدث عن اتهامات ظالمة للأردن وتشكيك بدوره. لماذا لا تناقشوا وبصراحة هذا الأمر مع الفلسطينيين وتتفقوا على صيغة أو شكل للعلاقة في حال لم تقم الدولة الفلسطينية؟

جلالة الملك: هذا موضوع حساس جدا وفي غاية التعقيد لأننا إذا قمنا بطرح هذا الموضوع سنجد أننا متهمون بأن للأردن أجندة أو أطماع في الضفة الغربية وإذا تركناه للإخوة الفلسطينيين أيضا سنجد أننا متهمون بالتقصير وعدم مساعدة الأشقاء الفلسطينيين. والسبيل الوحيد للخروج من هذه المعادلة هو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.

العربية: لكن جلالة الملك، تعثر عملية السلام يلحق الضرر بالأردن .. أو هكذا يرى البعض ... هل حقيقة أن الأردن متضرر من تعثر عملية السلام، وما هو الدور الأردني في مفاوضات المرحلة النهائية هذا من جانب؟ ومن جانب آخر ... الأردنيون والفلسطينيون علاقتهم ... سيدنا ... شيء عجيب ... تصاهر كركي خليلي ... نابلسي سلطي ... تركيبة عجيبة فيها وحدة فريدة جدا؟

جلالة الملك: نحن في الأردن الأقرب إلى فلسطين وإلى الشعب الفلسطيني. ومصالح الشعبين الإقتصادية والاجتماعية والسياسية متشابكة ومترابطة. وكثير من الأسر الأردنية إلها أخ أو قريب أو عزيز في الضفة الغربية. ولذلك فإن كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية يتأثر به الأردن. لكن بصراحة نحن قلقون على ما يجري سواء بالنسبة لموضوع القدس أو الإستيطان. ولذلك فإن قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياه هو هدف أساسي بالنسبة لنا وهو ضرورة وحق مشروع بالنسبة للفلسطينيين. أما بالنسبة لمفاوضات المرحلة النهائية فيجب أن يكون للأردن دور في موضوع القدس واللاجئين والمياه والحدود.

العربية: نتحول جلالة الملك ... إذا سمحتم ... إلى الشأن الداخلي وعنوانه الرئيسي الإصلاح والتنمية ... هل حقا الأردن جاد في عملية الإصلاح... خاصة ان هناك طروحات ان عملية الإصلاح جاءت لإرضاء أميركا والدول الغربية ... بالمناسبة ليس في الأردن فقط بل في السعودية ومصر والمغرب ... هناك ترويج لفكرة ان الإصلاح هو لإرضاء أمريكا فقط؟

جلالة الملك: الأردن بدأ عملية التحديث والتطوير منذ عدة سنوات. وخلال السبع سنوات الماضية، تولدت لدي قناعة بأن رؤيتنا المستقبلية للأردن يجب أن يكون لها إطار تنظيمي يحدد الخطط والبرامج والأهداف التي نريد تحقيقها خلال السنوات العشر القادمة. والأجندة الوطنية فيها محاور عديدة تشتمل على تنظيم الحياه السياسية في الأردن ومأسسة عملية التنمية بجوانبها المختلفة وحلول لمشكلة الفقر والبطالة. لكن تنفيذ الأجندة يحتاج أيضا إلى إيمان وقناعة ودعم من السلطة الشريعية من خلال وضع التشريعات والقوانين التي تعزز مسيرة الاصلاح والتحديث.

العربية: بصراحة اعتدنا أن نخاطب فيها جلالة أبو حسين، قبل أشهر .. سرى انطباع بأنكم بدأتم بالتخلي عن الإصلاحيين والعودة للحرس القديم. هل هذا الكلام دقيق وصحيح؟

جلالة الملك: أنا أرفض تقسيم الناس إلى إصلاحيين وحرس قديم فهذا التقسيم غير صحيح ولست أعلم من أين جاءت الصحافة بهذه التسمية. فجميع الأردنيين متفقون على ضرورة الإصلاح والتحديث والتنمية. ولكن هناك اختلاف على الكيفية أو ترتيب الأولويات أما الأهداف فما عليها أي خلاف. وأنا بطبيعة الحال أستمع لكل وجهات التظر. فأنا لجميع الأردنيين مهما كانت آراؤهم بالنسبة لعملية الإصلاح. لكن المهم في الأمر هو أن يدرك الجميع أن التنمية تحتاج إلى جهد مكثف ومتواصل وإلى مشاركة أكبر عدد من الناس. مثلا في الأردن هناك من يعتقد أن تغيير قانون الانتخاب كاف لكي تكون هناك تنمية سياسية. وهذا غير صحيح لأن التنمية السياسية لا تكون بدون وجود أحزاب وطنية لها برامج سياسية واقتصادية واجتماعية ولها قواعد شعبية واسعة. وقبل كل ذلك، أن لا تخضع لأي توجيه أو ارتباط أو تمويل من خارج حدود هذا الوطن. وبصراحة أكثر المشكلة ليست في قانون الصوت الواحد. المشكلة أننا بحاجة إلى تعميق مفهوم الثقافة الديمقراطية وأن يعرف الناس أن الديمقراطية والتنمية السياسية لا تكتمل إلا بوجود حركة حزبية وطنية ناضجة وحقيقية.

العربية: الأردن ومنذ زمن بعيد .. الستينات .. عزف الناس فيه عن الحزبية على ضوء تجربتهم في الخمسينيات واستمر ذلك حتى يومنا هذا .. لا بل اتسعت قاعدة رفض التحزب لدى الناس، وهنا أنا لا أتحدث .. جلالة الملك .. عن حزب واحد استند الى الدين والمسجد والخطابة .. الأخوان المسلمون ... بل عن السواد الأعظم من الناس في الأردن الذين يعزفون عن دخول الأحزاب والدخول في الحياة الحزبية.

جلالة الملك: يتردد الناس في الانضمام إلى الأحزاب بسبب الصورة السلبية للأحزاب التي كانت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والتي كانت تتلقى التوجيه والتمويل والأوامر من الخارج. وكان بعض هذه الأحزاب يسعى إلى تغيير هوية هذا الوطن.

وهذه الأحزاب ما زالت موجودة وهي لم تغير لا أجنداتها ولا ارتباطاتها بالخارج. أما الأحزاب الأردنية الجديدة فهي أحزاب لا يعرف المواطن منها إلا أسماء الأشخاص المسيطرين عليها. وبالتالي فهي مجرد أسماء لبعض الأشخاص أو مجرد شعارات بلا مضمون لذلك يتردد المواطن في الانضمام للأحزاب القديمة أو الجديدة على حد سواء.

وأنا أسأل هنا لماذا لا تتجمع هذه الأحزاب الأردنية الصغيرة وتشكل حزب كبير يضم الأغلبية التي تقف في الوسط بين اليسار واليمين. وأنا واثق أن وجود مثل هذا الحزب سيكون له قاعدة شعبية واسعة.

العربية: في حال انعقاد مجلس النواب لدورة استثنائية، ما هي من وجهة نظر جلالة الملك للقوانين التي سيكون لها طابع الاستعجال أو الأولوية في المناقشة والإقرار؟

جلالة الملك: نحن الآن أمام مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية. وهذه المرحلة بحاجة إلى الكثير من التشريعات والقوانين التي لا بد من إنجازها على وجه السرعة.

مثلا هناك قانون هيئة مكافحة الفساد وقانون الأحزاب وقانون البلديات وقانون محاربة الإرهاب وقانون ديوان المظالم. وهذه كلها تستدعي وجود مجلس النواب لوضع هذه القوانين وغيرها وكما قلت على وجه السرعة.

العربية: جلالة الملك .. أحدثتم تغييرات كبيرة شملت الديوان الملكي .. المستشارين .. والحكومة ... الآن جاءت حكومة الدكتور معروف البخيت.. وجلالتكم تتحدثون عن قوانين ذات أهمية .. قانون مكافحة الإرهاب وقانون مكافحة الفساد ... هل سيكون هناك توجه بحل مجلس النواب إذا لم تنجز هذه القوانين .. خاصة ان هناك تجارب سابقة لم ينجز فيها المجلس قوانين منذ عام 1989؟

جلالة الملك: أعتقد أن الإخوة النواب يدركون مدى الحاجة لهذه القوانين وأي تأخير في إنجازها سيكون عقبة أمام مسيرتنا الوطنية. وأملي بالإخوة النواب كبير وبأنهم على مستوى المسؤولية والتحديات التي لا بد من مواجهتها. وأنا بحكم مسؤوليتي الوطنية وإلتزامي بتحقيق الحياة الكريمة لكل مواطن ومواطنة في هذا البلد، لا يمكن أن أقبل بوجود أي عقبة أو عائق في طريق مسيرتنا الوطنية.

العربية: جلالة الملك، كنت أود تجاوز الحديث عن موضوع إدخال حماس للأسلحة لأنني أعرف ان هناك توجهات أردنية بعدم الخوض في هذا الموضوع إعلاميا وتركه للأجهزة الفنية ... لكن اسمح لي كصحفي ... فهناك بعض الجهات التي تشكك في رواية الحكومة مؤخرا عن تجاوزات لحماس بإدخال الأسلحة ومتفجرات وتخزينها في الأردن والتخطيط لاستهداف مؤسسات حيوية وشخصيات أردنية كبيرة ... وقالوا أنها فبركة حكومية لعدم استقبال وزير خارجية حكومة حماس للأردن.

جلالة الملك: عندما مسكت أجهزتنا الأمنية بالإرهابية ساجدة كان هناك من يشكك في الموضوع. وهذا التشكيك ربما يكشف عن تأييد وتعاطف هذه الجهات مع هذه التجاوزات أو هذه العمليات الإرهابية أو من يقف وراءها.

على أي حال، نحن أطلعنا الرئيس الفلسطيني على كل المعلومات والتفاصيل. وتم الاتفاق على إرسال وفد فلسطيني سياسي أمني إلى الأردن لمتابعة هذا الموضوع ووضع هذه المعلومات والتفاصيل أمام الجميع.

العربية: سؤالي الأخير .. أطلنا عليكم جلالة الملك .. ارتفاع أسعار النفط في الأردن والعالم أثر على الجميع .. حتى مشاويرنا نحن في مكتب العربية في عمان صرنا نحسبها بدقة .. المملكة العربية السعودية قدمت منحا نفطية .. هل هناك تفكير في تجديد المنحة على الأقل حتى نهاية هذا العام؟ هل هناك اتصال مع الجهات السعودية؟

جلالة الملك: هناك بحث في هذا الموضوع. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والإخوان في المملكة العربية السعودية عمرهم ما قصروا لا معنا و لا مع غيرنا والله يكثر خيرهم.