كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة جدة للأمن والتنمية
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة جدة للأمن والتنمية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين.
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
فخامة الرئيس جو بايدن،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني في البداية، أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمملكة العربية السعودية الشقيقة، على هذه الدعوة الكريمة وعلى حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم.
فخامة الرئيس،
أشكركم على مشاركتكم في هذه القمة، فهي دليل على حرص الولايات المتحدة على استقرار منطقتنا، وتأكيد على الشراكة التاريخية والوطيدة التي تجمعنا. كما أنها تؤكد على دوركم القيادي وجهودكم في تعزيز الأمن الإقليمي ودعم مساعي تحقيق السلام والازدهار.*
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
نجتمع اليوم، ومنطقتنا والعالم يواجهان تحديات متعددة من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية على الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة التي يعاني منها الإقليم. لذا، لا بد لنا من النظر في فرص التعاون والعمل معا، من خلال السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه.
ونحن في الأردن، نحرص على ترجمة هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة، عن طريق البناء على علاقاتنا التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا في مصر والعراق، لخدمة مصالح شعوبنا.
وننطلق في هذه الجهود، إيمانا منا بأن السبيل الوحيد للتقدم، هو العمل بشكل تشاركي، حيث أننا في الأردن، ما زلنا نستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، نقدم لهم شتى الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية، كما نواجه المخاطر الأمنية المتجددة على حدودنا، في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي باتت خطرا كبيرا يداهم المنطقة بأكملها.
وتلك مسؤوليات نتحملها بالنيابة عن المجتمع الدولي، الذي لا بد أن يواصل دوره في التصدي لآثار أزمة اللجوء على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ولضمان نجاح الشراكات الإقليمية التي نسعى إليها، فيجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الوطنية الفلسطينية. وهنا، علينا إعادة التأكيد على أهمية الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، فلا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة، دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وختاما، أجدد الشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وللمملكة العربية السعودية، على مساعيهم الكبيرة لتعزيز هذا التعاون والتنسيق، فيما هو خير لمنطقتنا وعالمنا.
وأشكر الرئيس بايدن، مرة أخرى، على جهوده المستمرة في العمل نحو السلام والأمن والازدهار في منطقتنا وفي العالم.*
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
________________
*مترجم عن الإنجليزية