مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع شبكة سي. ان. ان. (مقتطفات 2)

أجرى المقابلة: 
جون ديفتيريوس
For: 
شبكة سي. إن. إن.
28 أيار/مايو 2015
(مترجم عن الإنجليزية)

فيما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجراها محرر شؤون الأسواق الناشئة في شبكة سي. ان. ان.، جون ديفتيريوس، مع جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال فترة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البحر الميت (2015):

سي. ان. ان.: وضعتم خطة اقتصادية واضحة لإعادة إطلاق الاقتصاد الوطني، وتتطلعون إلى زيادة النمو بهدف أقصى هو 5ر7 بالمائة خلال عشر سنوات. ما الذي يجعلكم تعتقدون أنه يمكنكم تحقيق هذه الأرقام؟

جلالة الملك: قبل الأزمة المالية العالمية التي حدثت منذ بضع سنوات، كان معدل النمو لدينا 7 بالمائة، ولذا فإن العودة إلى مستوى 7 بالمائة هو في الواقع، كما أعتقد، أمر ممكن. إن معدل النمو الحالي هو 3 بالمائة، ونأمل أن يرتفع إلى 4 بالمائة العام القادم، ومن ثم تحقيق هدف 7 بالمائة. وسوف نبدأ بانطلاقة متجددة للأردن، من خلال الخطة العشرية حتى عام 2025، مع وجود توقعات متفائلة.

سي. ان. ان.: قدمتم مقترحات بمشاريع تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار على مدى خمس سنوات بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. لقد راجعت ما جرى خلال خمس سنوات، فوجدت أن الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تحقق بلغ فقط أقل من 9 مليارات دولار. تقترحون مضاعفة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر. كيف ستحققون ذلك؟

جلالة الملك: حسنا، عليك أن تنظر إلى ما يحدث في المنطقة، فالكثير مما يحدث سببه البحث عن مصادر للطاقة. لقد تعلمنا دروسا من الصراعات الإقليمية، ومنها ضرورة التركيز على الطاقة البديلة، والتي سنجعل من الأردن مركزا لها. وقد حبانا الله بنعمة 300 يوم مشمس في السنة. ولأننا دولة مستوردة للطاقة، فإن الطاقة المتجددة في غاية الأهمية لنا. ستكون هناك قفزة كبيرة في هذا المجال في المملكة. ونحن نهدف إلى أن نصدّر الطاقة المتجددة إلى أوروبا وأبعد من ذلك، كما نأمل، في مرحلة لاحقة.

وقد بدأنا في هذا العام بتنفيذ خطة تكتمل بحلول عام 2017، وتشمل تزويد المدارس الحكومية بالتدفئة والإنارة من خلال الطاقة المتجددة في فترة قصيرة جدا. لذلك، فإن هذا القطاع قابل للنمو بالتأكيد.

سي. ان. ان.: يواجهكم تحد صعب جدا، وهو أن نحو ثلث الشباب الأردني القادر على العمل هم بلا عمل. والقصة نفسها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

جلالة الملك: بل في جميع أنحاء العالم في الواقع. وأعتقد أن التحدي الكبير الذي يواجهنا جميعا، كما تعلمون، يتعلق بالشباب. وكما ذكرت، يوجد في الشرق الأوسط أكبر نسبة شباب في التاريخ، ونحن نتحدث عن ضرورة تأمين 25 مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل في المنطقة. وهذا أحد الأسباب الموجبة لتحقيق انطلاقة اقتصادية حيث أنه من المهم جدا بالنسبة لنا توفير فرص عمل للشباب.

أشرت توا إلى موضوع الطاقة، ولكن لدينا أيضا السياحة، وتكنولوجيا المعلومات، وهي محرك كبير للنمو عندنا، وهناك الصناعات الدوائية، فيما يعد قطاع الرعاية الصحية في غاية الأهمية بالنسبة لنا. نحن خامس أكبر مقصد سياحي طبي في العالم. وهناك الكثير من القطاعات الأخرى القابلة للنمو في بلدنا.

سي. ان. ان.: أنتم تسعون إلى توفير 500 ألف فرصة عمل خلال خمس سنوات. ويبدو هذا سقفا عاليا جدا، ولكن من الضروري في الوقت نفسه تحقيق ذلك، لأن نسبة 33? كمعدل بطالة بين الشباب في المنطقة أمر يصعب التعامل معه.

جلالة الملك: توفير فرص عمل للشباب في غاية الأهمية؛ وتعد المواهب والقدرات البشرية في الأردن من أبرز ثرواتنا وما نصدره للعالم. ونحن من أهم مصادر القوى العاملة والمواهب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي مكانة حافظنا عليها دائما. لذلك، فإن الأمر لا يتعلق بكيفية تحقيق ذلك، لأننا كنا دائما قادرين على تحقيقه. وما نسعى إليه الآن هو معرفة كيف يمكننا إعداد الشباب الأردني للاستفادة القصوى من هذه الميزة.

نحن شعب فيه شباب بارعون في أمور التكنولوجيا، ويتحدثون لغتين. ولذا فنحن، كبلد صغير، قادرون دوما على التكيف مع تحديات المنطقة إلى حد معقول. لذلك، أعتقد أن الخطة الاقتصادية العشرية الجديدة قابلة للتنفيذ وفي متناول يدنا.

سي. ان. ان.: من ناحية أخرى، من سيراهن على منطقة فيها هذا القدر الكبير من الفوضى؟ وهل استهان شركاؤكم في المنطقة بخطر عصابة داعش، والتي وصفتها جلالتكم ذات مرة أنها العدو رقم واحد؟

جلالة الملك: عندما ينظر الأردن شمالا وشرقا، يجد أن عصابة داعش هي العدو رقم واحد. ولكن من الواضح أيضا أن هذه المنظمات المتطرفة تشكل تهديدا عالميا مشتركا لنا جميعا. فبغض النظر عن الدين أو البلد، فإن هذا الخطر هو تحد مشترك.

ومع ذلك، أنا متفائل بشأن العراق. وكما تعلم، قد تكون الرمادي في وضع سيء الأن، ولكن هذا الوضع سيزول في المستقبل. وما زلت متفائلا بتعاون العراقيين وقوات التحالف في العراق. وأنا متفائل بإمكانية نجاح العمليات في العراق في فتح الطريق التي تربطه بالأردن هذا العام، ومتفائل أيضا حيال التعاون بين الأردن والعراق في هذا الشأن. لذلك، وبالنسبة لطريق التجارة بين الأردن والعراق، والذي كان يتعرض للإغلاق بين الحين والآخر، للأسف، على مدى السنوات العشر الماضية، فأنا متفائل أن هذا الطريق التجاري سيعاد فتحه خلال العام الحالي.

ثم هناك، كما ذكرتم، التحديات في سوريا شمالا. وكما تعلمون، فنحن نأمل أن يتم التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. وقد شهدنا زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيعمل المجتمع الدولي مع الروس وشعوب المنطقة لإيجاد حل سياسي لسوريا. ولكن، على أرض الواقع، تستمر عصابة داعش في محاولاتها للتحرك من شمال سوريا نحو دمشق.

يوجد لدينا 1.4 مليون لاجئ سوري في الأردن، وهو ما يشكل عبئا كبيرا بالنسبة لبلادنا، وهناك أيضا النازحون السوريون على الجهة الأخرى من حدودنا مع سوريا، وهم في وضع آمن ومستقر إلى حد ما. وأعتقد أن على الجميع البدء في النظر في كيفية جعل هذا الجزء من جنوب سوريا منطقة أكثر ملاءمة لحياة طبيعية. لذلك، على المجتمع الدولي أن يحدد كيفية تحقيق استقرار سياسي واستقرار اقتصادي أكبر هناك.