رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يشكره فيها على المواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية تجاه الأردن

From King Abdallah II of Jordan
25 تموز/يوليو 2011

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه،
ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإنه ليسعدني أن أبعث إلى أخي العزيز بتحية المودة والتقدير، وأن أسجل اعتزازي بما نهضت إليه علاقات التعاون بين بلدينا والروابط بين شعبينا الشقيقين إلى مستويات الأخوة والتضامن والتكامل، التي طالما كنتم روادها وأشد الحريصين على ترسيخها.

إن وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الأردن، والذي يأتي في ظل ظروف عالمية اقتصادية صعبة، وارتفاع حاد في أسعار النفط، أثرت سلبا على الاقتصاد الأردني، ليؤكد نظرتكم الصائبة إلى تضامن الأمة والتكامل بين أقطارها وشعوبها، وحق أبنائها جميعا في مستقبل واعد، وهم يدركون أن المصير الذي يجمعهم مشترك، وأن الوشائج التي تعزز هذا المستقبل هي نفسها القواعد التي نستمدها من سماحة الإسلام، وصفاء العروبة، والدفاع عن الحق وكرامة الإنسان.

أخي العزيز،
يأتي دعمكم السخي وعطاؤكم الأخوي سندا لنا، ونحن نواجه الظروف الاقتصادية التي تعرفون، ومن هذا الموقف العزيز علينا، أبعث لأخي ولأشقائنا في المملكة العربية السعودية، حكومة وشعبا، تحية تقدير وامتنان، ونحن نرى مواقفكم المشرفة تجاه الأردن، والتي هي نتاج رؤيتكم الحكيمة، وإدارتكم القادرة على وضع فعل الخير في خدمة الأمة كلها، دعما للصمود، وضمانا لاستمرار الحياة الكريمة، وتأسيسا لحالة جديدة من التضامن الحقيقي بين الأخوة، والذي ترجمتموه دعما اقتصاديا هادفا يصب في تمكين أشقائكم في بلدكم الثاني الأردن، وهو المرابط في الدفاع عن الحقوق والمصالح العربية والبذل في سبيل رفعة أمتنا العربية والإسلامية، وعلى هذا الهدي نلتقي دائما بإذن الله وتوفيقه.

إن جهودكم لدعم انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، هي الدليل البيّن على إيمانكم بروابط الأخوة، والتي لابد أن توظف في إطار مؤسسي شامل للتكامل العربي، يعظم القواسم المشتركة، ويجمع الطاقات، ويعزز الإمكانيات، ويوجهها لخدمة شعوبنا التي تحتاج لهذا التكامل، وتراه ضرورة ماسة، كما هو سعيكم إلى وحدة الصف والكلمة، وجهدكم الدؤوب لخدمة الأمتين العربية والإسلامية.

أسأل الله العلي القدير أن يوفقكم في مسيرة البناء والعطاء، وأن يجزيكم خيرا على ما بذلتم وتبذلون، وأن يسدد خطاكم وأنتم تقودون مسيرة الرفعة والازدهار وتحقيق الأفضل لشعبكم الشقيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخوكم
عبدالله الثاني ابن الحسين