رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء علي أبو الراغب حول تشكيل المجلس الاقتصادي الاستشاري
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا دولة الأخ علي أبو الراغب حفظه الله
رئيس الوزراء الأفخم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني أن أبعث لك ولزملائك الوزراء، وأنت موضع الثقة والتقدير، بعميق الشكر وفائق التقدير على ما تقومون به من جهود موصولة خدمة لأردننا العزيز ومسيرته المباركة بإذن الله.
إن إيماننا بضرورة العمل على تحسين أداء اقتصادنا الوطني وتوفير الحياة الكريمة لشعبنا، وتهيئة كل السبل المتاحة أمامه ليواكب المستجدات العلمية والحضارية والتكنولوجية، التي أصبحت سمة العصر اليوم، يحتم علينا أن نولي موضوع الاقتصاد وتطوره ونمائه الأهمية القصوى ضمن أولوياتنا الوطنية.
وقد كان هذا سعينا منذ أن تولينا أمانة المسؤولية الأولى في هذا الوطن العزيز. وتمكنا بحمد الله خلال السنوات الماضية أن نضع اقتصادنا الوطني على الطريق السليم، من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التي تبنيناها في مختلف القطاعات، وعبر تعميق شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني، وإجراء الإصلاحات الاقتصادية والاستمرار في معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها اقتصادنا.
وكان تشكيل المجلس الاقتصادي الاستشاري استجابة منا لتوصيات الملتقى الاقتصادي الأول، وتعزيزا للجهود التي نقوم بها لتطوير الاقتصاد وتحفيز القطاعات الحيوية فيه، واستطاع هذا المجلس أن يضطلع بدور مهم ومسؤول من خلال المداولات التي كانت تجري داخل جلساته، بكل مسؤولية وشفافية، والتوصيات التي تبناها بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المختلفة وبروح الفريق الواحد، الذي يعكس صدق الانتماء والإخلاص في العمل لدى جميع أعضائه.
واستمرارا لهذا البرنامج الوطني عقد الملتقى الاقتصادي الثاني في الحادي والثلاثين من آذار الماضي، ليعزز ثقتنا بالنهج الذي نسير عليه، ويؤكد أن مسيرة الوطن ماضية نحو الأهداف التي اعتمدناها والخطى التي رسمناها. ونتطلع إلى الاستمرار على هذا النهج لتنفيذ هذا البرنامج، الذي يتسم بطول الأمد، بالمتابعة المتواصلة والبرامج التنفيذية الجريئة والخطوات العملية الطموحة.
وقد وفر الملتقى الفرصة للالتقاء بين ممثلين عن مختلف القطاعات الاقتصادية ونخبة من أبناء الأردن العزيز، ممن ساهموا في العمل العام وخبروا مصلحة الوطن ومقتضيات تقدمه ونمائه، الذين أجمعوا على أهداف محددة لاستراتيجيات وطنية، ستخرج بها مجموعات عمل تكلف بوضعها خلال الأشهر القادمة. وهي تتمحور حول أولوياتنا الوطنية التي ترفد ما تم إنجازه على صعيد الإصلاح والمساهمة في التوصل إلى آليات محددة للنهوض بقطاع الزراعة، وتعميق الإصلاح الإداري، وتنمية الموارد البشرية، وبلورة سياسة تستقطب الاستثمار الخاص، وتعمل على تطوير الثقافة المجتمعية، وتنمية مناطق الريف والبادية في محافظات المملكة.
وإننا على ثقة أكيدة أن من سيكلف بترؤس مجموعات العمل من أعضاء المجلس الاقتصادي الاستشاري، ومن سيشارك في عضويتها، تتوفر لديهم الخبرة والمعرفة للقيام بالمسؤولية والخروج بالتصورات الوطنية على أكمل وجه. وستزيد هذه التصورات عند طرحها أمام المجلس الاقتصادي الاستشاري من آفاق أعماله التي ستشمل أيضا استمرار المجلس في تحديد أولويات وآليات ومتطلبات عملية التنمية المستدامة الشاملة.
وسيكون المجلس همزة وصل للتشاور والتعاون مع مختلف الهيئات الاقتصادية والفعاليات الوطنية وأعضاء مجلس الأمة والمختصين والخبراء، للاستعانة بآرائهم ومقترحاتهم في جميع القضايا التي تتطلب ذلك.
كما سيبقى المجلس تحت إشرافنا الشخصي ويحظى برعايتنا ودعمكم المتواصل لمسيرته وإنجاح مهمته وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من توصيات، ولن يحول انشغالي في هموم الوطن الأخرى، دون انتظام اجتماعات المجلس برئاسة دولتكم لغايات إنجاز برنامج عمله، إذا اقتضى الأمر ذلك.
وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر والتقدير للجهد الكبير، الذي قام به أعضاء المجلس خلال سنة ونيف من العمل المتواصل والجهود الدؤوبة والتفاني في أداء الواجب، وبالشكر الخاص لدولتكم ولزملائكم في الحكومة لاستجابتكم المباشرة وتعاونكم مع المجلس والتوصيات التي تم اعتمادها، الذي كان له الدور الرئيس في تحقيق الأهداف والنتائج التي سعينا إليها، منوها بالدور الإيجابي الذي قام به أعضاء مجلس الأمة الكرام في التعاون مع المجلس، وفي إقرار القوانين التي لها علاقة مباشرة بهذا البرنامج الوطني.
وتعزيزا لاستمرار الدور البناء للمجلس الاقتصادي الاستشاري فقد أمرنا بإعادة تشكيله على النحو التالي:
- معالي الدكتور محمد الحلايقة
- معالي الدكتور محمد الذنيبات
- معالي الدكتور خالد طوقان
- معالي الدكتور فواز الزعبي
- معالي محافظ البنك المركزي الأردني
- معالي رئيس اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس النواب
- سعادة مقرر اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس الأعيان
- عطوفة السيد أحمد عبد الفتاح
- عطوفة مدير الدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي الهاشمي (مقررا)
- عطوفة الدكتور سعد حجازي
- سعادة السيد صبيح المصري
- سعادة الدكتور صلاح البشير
- سعادة السيدة سهير العلي الدباس
- سعادة السيد فادي غندور
- سعادة السيد نديم المعشر
- سعادة السيد محمد أبو غزالة
- سعادة السيدة غادة الكردي
- سعادة السيد ناصر العمد
- سعادة السيد سهل المجالي
- سعادة السيد غسان نقل
ونحن على ثقة بأن المجلس سيتمكن من المساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي يتطلع إليها شعبنا العزيز وتوفر له الحياة الكريمة والمستقبل المشرق.
مع أطيب تمنياتنا لدولتكم ولزملائكم الوزراء بالتوفيق والنجاح.
والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
عبد الله الثاني ابن الحسين