رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء فيصل الفايز حول استمرار العمل لتطوير أداء الاقتصاد الوطني

From King Abdallah II of Jordan
20 تموز/يوليو 2004

عزيزنا دولة الأخ فيصل الفايز حفظه الله
رئيس وزرائنا الاكرم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فيسرني ان أبعث اليك وإلى زملائك الوزراء بتحياتي وأمنياتي لكم بالتوفيق وأنتم تنهضون بأمانة المسؤولية وتنفيذ ما جاء في كتاب التكليف والذي عهدنا اليكم به بأهداف محددة واضحة وعلى راسها تحسين مستوى حياة المواطن.

وتابعت خلال الأشهر الماضية أداء الحكومة وعملها وما بذلته من وقت وجهد لإقرار الموازنة وحزمة الاجراءات الاقتصادية وعدد من التشريعات بالتعاون مع مجلس الأمة الموقر. وقد آن الأوان للحكومة ان تولي برنامجنا الوطني كما استمعت اليه منكم في العقبة غداة تشكيل الحكومة وكما اشرت اليه في كتاب تكليفي لكم عناية اكبر حتى تتواصل هذه المسيرة المباركة لبناء الأردن العزيز المنيع.

وإن إيماننا بضرورة استمرار العمل لتطوير أداء اقتصادنا الوطني وتأمين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لشعبنا يحتم علينا أن نولي هذا الموضوع ومسالة تطويره ونمائه الأهمية القصوى ضمن أولوياتنا الوطنية.

وقد كان هذا سعينا منذ أن تولينا أمانة المسوؤلية في هذا الوطن العزيز حيث ظل هم المواطن الاردني همنا الاول وتمكنّا بفضل الله خلال السنوات الماضية من أن نضع اقتصادنا الوطني على الطريق السليم من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التي تبنيناها في مختلف القطاعات التي كان لها أبرز الأثر على مجمل عملية التنمية.

وبالرغم مما تحقق وانجز خلال الأشهر الماضية فقد رأيت أن أركز الاهتمام على مجموعة من الملاحظات والأفكار كي يتسنى لك ولزملائك الوزراء التسريع في وتيرة العمل والإنجاز وتحقيق الأهداف التي أكدنا عليها في كتاب التكليف السامي.

إن المسيرة لا زالت طويلة ولا زلنا بحاجة الى المزيد من جهدك المخلص وجهد زملائك الوزراء الاوفياء للوصول إلى رؤيتنا نحو أردن المستقبل ليبقى على عهد امته به عزيزا منيعا ينعم أبناؤه بالطمانينة والرخاء.

وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ الأردن وطنا هاشميا عربيا حرا تسمو به هامات الأردنيين والأردنيات وأن يوفقنا جميعا لتحقيق تطلعات شعبنا في التقدم والرخاء إنه نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عبدالله الثاني ابن الحسين