رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء معروف البخيت حول تأسيس هيئة شباب كلنا الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله
رئيس الوزراء الأفخم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أبعث إليك بأطيب تحياتي وأمنياتي بالتوفيق وبعد،
لما كان إيماننا راسخا بأهمية مشاركة الشباب والتواصل معهم وتنمية قدراتهم ورعايتهم وترسيخ جذور الثقة لديهم، وانطلاقا من قناعاتنا الثابتة في كون الشباب هم الركيزة الأساسية التي نعتز ونعتد بها ونعتمد عليها في سعينا لتحقيق رؤيتنا لبناء الأردن الحديث.
ومن هذا المنطلق يبقى حرصنا منصبا على أهمية الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، بهدف إعداد جيل من الشباب، قادر على تحمل المسؤولية، يمتلك العزم والإرادة على التفكير والتحليل والإبداع والتميز، مدرك لحقوقه وواجباته تجاه وطنه وأمته، حريص على المشاركة في مختلف مراحل العمل والبناء، ومعتز بانتمائه وبتعهده أننا "كلنا الأردن".
ومن الحتمي أن يكون للشباب الأردني، الدور الفاعل والمشاركة الجدية في شؤون الوطن وشجونه، فهم فرسان التغيير، القادرون على إحداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله المقبلة.
أما وقد انتهت أعمال ملتقى "شباب كلنا الأردن" فقد لمست عزم شابات الوطن وشبابه، وإرادتهم وتصميمهم على المبادرة بتأدية دورهم المنشود للمشاركة جنبا إلى جنب مع كل أبناء الوطن العزيز وبناته، في مختلف القضايا، وعليه تتحتم مشاركتهم في صناعة الحاضر، وصياغة ملامح المستقبل.
وقد تجسد ذلك جليا في بيانهم الختامي وبرنامج العمل الذي توافق عليه شباب الوطن من الجامعات والمراكز الشبابية والأندية وألوية المملكة ومخيماتها كافة.
واستجابة لتوصية هؤلاء الشباب، فلقد قررنا تأسيس هيئة "شباب كلنا الأردن" تحت مظلة "مجلس التواصل لهيئة كلنا الأردن"، لتكون هيئة شبابية تعمل على متابعة تنفيذ برنامج العمل الذي توافق عليه الشباب الأردني، وتعمل على الإشراف على عقد ملتقى "شباب كلنا الأردن" دوريا، بحيث توفر هذه الهيئة المنبر المؤسسي للتواصل ليتفاعل من خلاله شباب الجامعات وشباب الوطن من جميع مواقعهم مع السياسات والبرامج الموجهة لهم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربية والثقافة والإعلام.
كما سوف يشاركون في صياغتها، ويعملون كذلك على توفير الدعم للبرامج والمبادرات الشبابية الرامية لتعزيز مشاركتهم وتأهيلهم لتأدية الدور الريادي في الحياة العامة، وترسيخ مبادىء حقوق المشاركة الفاعلة وواجباتها، بحيث تساهم في نهاية المطاف في تهيئة وتخريج جيل من القيادات الشابة المؤهلة للانتقال بالأردن إلى مراحل متقدمة من الازدهار والرقي والتطور.
إن طموحاتنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها كبيرة وتحتاج إلى تضافر جهد كل فرد من أبناء الوطن الغالي، وجميعنا مدعوون لدعم الشباب ورعايتهم واكتشاف طاقاتهم وإمكاناتهم لأنهم الأولى بالرعاية والدعم، وثمة مسؤولية أيضا تقع على كاهل الشباب لإظهار وعيهم وإدراكهم لحجم التحديات، ولطبيعة التغيير الذي هم طاقاته الحية وأداته وهدفه النهائي، تحقيقا لإثبات قدرتهم على المنافسة والتميز والنهوض بإبداعاتهم التي سترسم كما ستساهم في تحديد ملامح المستقبل للوطن ولأجياله القادمة.
أسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعا في سعينا المخلص لخدمة وطننا العزيز وإعلاء بنائه وتعظيم إنجازاته، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين