رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء معروف البخيت حول تشكيل لجنة ملكية للتعامل مع شؤون الإعاقة في الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله
رئيس الوزراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أبعث إليك وإلى زملائك الوزراء بأطيب تحياتي وخالص أمنياتي بدوام التوفيق وبعد،
فقد لمست خلال لقاءاتي بالمواطنين في المحافظات والبادية والمخيمات، في الفترة الماضية، وجود معاناة معنوية ومادية ونفسية للعديد من المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، نتيجة لضعف الخدمات والنشاطات الموجهة لهذه الشريحة من أبناء الوطن وبناته التي تشكل جزء أساسيا من النسيج الاجتماعي الوطني.
وفي هذا الشهر الفضيل الذي تتجسد فيه كل معاني التآخي والتواصل والتراحم، وامتثالا لقول رسول الله، عليه أفضل الصلوات وأجلّ التسليم، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فإننا نود أن نؤكد أهمية إيلاء ذوي الاحتياجات الخاصة جل الاهتمام والرعاية، بما يضمن صون كرامتهم وحريتهم وحقهم في العيش الكريم.
وكذلك نود أن نؤكد أن الاهتمام بهذه الشريحة من المواطنين هو واجب وطني وحق من حقوق الإنسان أكدت عليه اتفاقيات حقوق الإنسان العالمية وأهداف التنمية الألفية، مثلما هو مقياس من مقاييس تقدم الأمم ورفعتها.
وعلى الرغم من الإنجازات العديدة التي حققها الأردن في مجال توفير سبل الرعاية والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما في المجالات التشريعية والتعليمية والصحية، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن بعض المراكز والجمعيات والأندية العاملة، كما أن النشاطات التي تقدمها غالبية هذه المؤسسات تفتقر إلى وجود فلسفة ورؤية واضحة تساعد على تفعيل برامج التأهيل التي تسهم في انخراطهم في المجتمع.
وانطلاقا من ذلك، فقد عهدنا إلى صاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء بترؤس لجنة ملكية تعمل على وضع استراتيجية وطنية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث يتم فيها التركيز على معالجة القضايا المتعلقة بهذه الشريحة من المجتمع ومن أهمها:
دراسة الإطار المؤسسي الحالي الذي يحكم التعامل مع قضايا هؤلاء المواطنين وتحديد الثغرات والصعوبات التي تواجههم واقتراح الحلول والتوصيات الآنية وطويلة المدى لمعالجة هذه التحديات.
إنشاء قاعدة معلومات وطنية شاملة تأخذ بالاعتبار التوزيع الجغرافي لهذه الشريحة من أبناء وبنات الوطن ونوع الإعاقة والفئات العمرية.
تقدير الكلفة المالية اللازمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية، ووضع برنامج زمني وتنفيذي لها، وتحديد مهام ومسؤوليات الجهات المعنية.
ومن أجل إنجاح عمل اللجنة فإننا نوجه الحكومة والمؤسسات الرسمية والأهلية كافة بتقديم كل أشكال المساعدة والمساندة لدعم جهود اللجنة في وضع استراتيجية وطنية تساعد على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم في المجتمع.
وفقنا الله جميعا في سعينا الموصول لخدمة وطننا العزيز وشعبنا الوفي، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين