رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى عمال الوطن بمناسبة اليوم العالمي للعمال

From King Abdallah II of Jordan
30 نيسان/أبريل 2006

بسم الله الرحمن الرحيم

سعـادة الأخ مازن المعايطـة حفظه الله
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإنه ليسرني أن أزجي إليك وإلى كل عامل وعاملة في أرجاء الوطن العزيز، بتحية التقدير والاعتزاز، بجهودكم المتميزة على طريق العمل والعطاء والإنجاز، وتعزيز مسيرة التنمية والإنتاج والمساهمة في بناء الأردن أولا، حاضرا ومستقبلا.

وإننا إذ نتوجه بالتهنئة الحارة إلى كل أخ وأخت من عمال الوطن الغالي، بمناسبة عيد العمال، لنؤكد حرصنا الثابت على مواصلة كل جهد ووسيلة لتوفير فرص العمل المناسبة أمام جميع الأردنيين، ومساعدة الشباب على استثمـار هذه الفرص لتحسين ظروفهم المعيشية، وتهيئة المنـاخ الملائم الذي يمكنهم من تحقيق طموحاتهم ومواجهة تحديات القرن الحالي.

إن التدريب والتأهيل والتثقيف العمالي، هي أهداف ضرورية ينبغي تحقيقها لإنجاح مسيرة التنمية. وفي هذا السياق فإننا نتطلع إلى إنجاح الدور الذي يقوم به معهد الثقافة العمالية، للإسهام في رفع كفاءة وتنافسية العامل الأردني ومستوى معرفته بحقوقه وواجباته، وترسيخ مبدأ رفض ثقافة العيب، لا سيما وأن الأردن أصبح مركزا جاذبا للاستثمارات العربية والأجنبية، التي توفر فرص العمل، وتحتاج إلى عمال أردنيين مؤهلين ومدربين، يؤدون دورهم بكل إتقان وحرفية ومهنية عالية.

ولما كنا نحرص دوما على تمكين العمال من لعب دور مؤثر وفاعل في بناء الأردن العزيز، فإننا نرنو إلى توفير الحماية الاجتماعية لهم، وضمان حقوقهم، على النحو الذي يحقق تطلعاتهم، في العيش الكريم والمستقبل الآمن، فالعلاقة بين أطراف الإنتاج الثلاثة يجب أن تكون مبنية على الثقة التي ترتكز إلى الحوار الجاد، الذي يفضي إلى التوصل إلى قواسم مشتركة تحقق أهداف الجميع. مثلما نود أن نؤكد ضرورة تعزيز الشراكة والتعاون البناء بين القطاعين العام والخاص وتوثيقها، للإسهام في تخفيض معدلات البطالة، وتوفير فرص التدريب أمام العمال الأردنيين، وتسليحهم بالمهارات اللازمة، التي تؤهلهم للعمل في المصانع ومختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية، وإتاحة الفرص أمامهم لإثبات قدرتهم على العمل والإنتاج والإنجاز والإبداع.

ونحن على ثقة تامة، بأننا بالإرادة والعزم قادرون بعون الله تعالى على صناعة المستقبل الأفضل، الذي يليق بجميع الأردنيين والأردنيات، ويحقق رؤيتنا في بناء الأردن الأنموذج، وطن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

مرة أخرى، أحييكم عمال الوطن في سائر مواقع العمل، وأؤكد عميق اعتزازي بكم وبعطائكم وبعزيمتكم، وأهنئكم جميعا بعيدكم وكل عام وأنتم بألف خير، والله يوفقنا جميعا لخدمة الأردن العزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الله الثاني ابن الحسين