رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني بقبول استقالة رئيس الوزراء عبدالله النسور يشكره فيها وفريقه الوزاري على ما بذلوه من جهود صادقة خدمة للوطن وترجمة لأمانة المسؤولية
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا دولة الأخ الدكتور عبدالله النسور، حفظك الله ورعاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فيطيب لي أن أبعث إليك وإلى زملائك الوزراء بتحية الاحترام والتقدير، لما بذلتموه من جهود صادقة خدمة للوطن، وترجمة لأمانة المسؤولية.
لقد عملت، وفريقك الوزاري، منذ أن كلفناك بتشكيل الحكومة منذ خمسة شهور بكل تفان ووعي وجلد من أجل تنفيذ المسؤوليات التي عهدتُ إليكم بها في كتاب التكليف، والتي عبرت عن جملة من الأولويات الوطنية والإجراءات الضرورية لمواجهة تحديات صعبة.
وقد تمكنتم بتوفيق من الله، وبجهدكم واجتهادكم، من تحقيق جملة من هذه المسؤوليات في ظرف داخلي وإقليمي ودولي حسّاس ودقيق، وضمن فترة المسؤولية التي أتيحت لكم، في ظل الاستحقاقات الدستورية. وقد كان لجهودكم الوطنية الصادقة أثر إيجابي على المسيرة الوطنية وعلى تراكم العمل الإيجابي، خاصة فيما يتعلق بدور الحكومة الرئيس في المرحلة التي نمر بها، وإحداث نقلة نوعية في عملية التحول الديمقراطي، وإطلاق نهج الحكومات البرلمانية، حيث قامت الحكومة بدور إيجابي تمثّل في موقفها الحيادي والشفاف والبنّاء خلال العملية الانتخابية، والدعم الذي قدمته لتمكين مؤسسات الوطن الديمقراطية الجديدة وهي المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب، من الشروع في مسؤولياتها بكل اقتدار، ومباشرة الإعداد للانتخابات البلدية، والانفتاح على الإعلام ومواصلة الحوار مع القوى السياسية ومختلف شرائح المجتمع.
وقد التزمت الحكومة بتنفيذ عدد من الإجراءات الوطنية الضرورية التي أكدت عليها في كتاب التكليف، ومن أبرزها تعزيز منظومة النزاهة الوطنية، وتشكيل لجنة من الخبراء المحليين والدوليين لمراجعة سياسات وعمليات الخصخصة منذ عام 1989، وإطلاق إستراتيجية وطنية للتشغيل، بهدف إتاحة المزيد من فرص العمل لشباب الوطن الواعد.
أما وقد تلقيت كتاب استقالة حكومتك الذي جاء تجسيداً للاستحقاقات التي أنتجتها التعديلات الدستورية، ومنهجيتنا الجديدة في العملية الديمقراطية التي هي أساس الإصلاحات الشاملة، فإنني أقبل استقالة حكومتك، مؤكداً عميق شكري وتقديري لما بذلتموه من جهود مخلصة للنهوض بمسؤوليات المرحلة الانتقالية بمنتهى الشجاعة والشعور بالمسؤولية، ونكران الذات وتغليب المصلحة الوطنية العليا في مواجهة التحديات الدقيقة، التي يمر بها الأردن العزيز.
وعلى ذلك فإنني أعهد إليك بأن تستمر حكومتكم في أداء مهماتها ومسؤولياتها إلى حين تأليف وزارة جديدة، في ضوء المشاورات النيابية.
داعياً المولى عز وجل أن يحفظكم جميعا ويوفقكم في جهودكم المخلصة لخدمة الأردن العزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمان، في 27 ربيع الثاني 1434 هجرية
الموافق 9 آذار 2013 ميلادية