جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا يعودان الى ارض الوطن

عمان
17 آذار/مارس 2004

عاد جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله الى ارض الوطن اليوم بعد زيارة عمل قصيرة لتركيا بحث جلالته خلالها مع الرئيس التركي احمد سيزار ورئيس الوزراء رجب طيب اوردغان سبل توثيق العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين اضافة الى استعراض اخر التطورات الراهنة في المنطقة.



وكشفت المباحثات بين جلالته والمسؤولين الاتراك تطابقا في وجهات النظر ازاء القضايا الاقليمية وبخاصة تأكيد البلدين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بجهد اكبر لاعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح ووقف العنف المتصاعد بين الفلسطينيين والاسرائيليين.



واكد الجانبان عزمهما على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى المستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات السياسية بين البلدين.



وضم الوفد المرافق لجلالته رئيس الوزراء ووزير البلاط الملكي الهاشمي ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة ووزيرا الخارجية والتخطيط والتعاون الدولي والسفير الاردني في انقرة.



واكد جلالة الملك في اسطنبول اليوم اننا في كل مرة نزور فيها تركيا نعزز علاقاتنا القوية التي بناها المغفور له جلالة الملك الحسين بين الاردن والشعب التركي.



واضاف في لقاء مع تلفزيون "إن تي في" التركي ان هناك ثلاثة امور تؤثر على منطقتنا وتم بحثها مع المسؤولين الاتراك وهي القضية الفلسطينية ومستقبل العراق اضافة الى قضايا الاصلاح المتعلقة بالمنطقة باسرها.



واعرب جلالته عن سعادته بتطابق الاراء الاردنية والتركية ازاء هذه الموضوعات. وقال "لقد بحثنا اخر المستجدات في العراق وان الجانبين يعملان من اجل تحقيق مستقبل مشرق للعراق."



وفي معرض اجابته على سؤال حول الدستور العراقي قال جلالته انه مهما كانت طبيعة الدستور العراقي فان ما يهمنا هو ان يكون القرار للعراقيين وليس مفروضا من الخارج.



وحذر جلالته من انه ما لم تسود العدالة وايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي يعد القضية الجوهرية في منطقة الشرق الاوسط فان الارهاب سيزداد.



وقال جلالته ان القضية الفلسطينية تؤثر على الجميع بما فيهم الولايات المتحدة الامريكية وان من مصلحتنا جميعا ضمان حل عادل لهذه القضية المحورية.



وردا على سؤال حول كيف يرى جلالته تحمله المسؤولية بعد رحيل المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال قال جلالته "ان الاضطلاع بمسؤوليات جلالة المغفور له تمثل مهمة شاقة لاي انسان." ومضى قائلا "لا زلت منبهرا بالانجازات التي حققها المغفور له ليس لبلدنا وحسب بل للمنطقة ككل."



وبين جلالته ان الاردن دولة صغيرة الحجم ولكنها كبيرة بقدرات وعقول شبابنا الفتية الذين سنتمكن بهم من مواجهة تحديات القرن الجديد. وقال جلالته "ان الشباب الاردني الذي يشكل غالبية السكان في الاردن يدهشونني دائما بمدى وعيهم وادراكهم لما يريدون انجازه في حياتهم وهذه ميزة استثنائية فلدينا طاقة كبيرة ونامل ان نحقق معا شيئا للاردن."



وكان جلالة الملك عبدالله الثاني التقى في اسطنبول اليوم رجال الاعمال الاتراك واطلعهم على وضع الاقتصاد الاردني وفرص الاستثمار في الاردن.



وبين جلالته ان الاردن يسعى الى تعزيز العلاقات الثنائية مع القطاع الخاص التركي واكتشاف الفرص التي يمكن للحكومتين الاردنية والتركية من خلالها تشجيع التجارة والاستثمار في البلدين.



واكد جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء ووزير البلاط الملكي الهاشمي واعضاء الوفد المرافق لجلالته تصميم الاردن على تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال تشجيع الاستثمارات الخاصة والمحافظة على الاستقرار النقدي وعلى توفير الظروف التي تمكن الاردنيين من العثور على فرص العمل.



واوضح جلالته انه لتحقيق هذه الاهداف فقد بدا الاردن منذ سنوات بايجاد بيئة تشريعية وادارية مناسبة لجذب الاستثمارات اضافة الى زيادة حجم الاستثمار في التعليم العالي والاساسي. مشيرا جلالته الى استثمار 500 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لتطوير التعليم في الاردن.



ولفت جلالته الى قيام الاردن بتسريع عملية الخصخصة والى تسريع القرار الحكومي بالمشاريع المتعلقة بالبنية التحتية وتطوير التدريب المهني المرتبط بسوق العمل.



كما تطرق جلالته الى الانجازات التي حققها الاردن على صعيد زيادة النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة الصادرات واحتياطي البنك المركزي.



وبين جلالته المزايا التنافسية للاقتصاد الاردني في مجالات تطوير البرمجيات والميزة التي يتمتع بها القطاع الخاص الاردني في السوق العراقي.



واشار جلالته الى ان مجلس الاعمال الاردني التركي يوفر الية متابعة جيدة للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.



وقدم وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله عرضا مفصلا امام رجال الاعمال الاتراك حول الاقتصاد الاردني ومراحل تطوره ونموه خلال السنوات الماضية. واشار عوض الله الى المزايا الاستثمارية الايجابية التي يوفرها الاردن للمستثمرين الاتراك.



ورحب رجال الاعمال الاتراك بالتعاون الاقتصادي بين الاردن وتركيا حيث اعرب رئيس مجلس الاعمال الاردني والتركي شريف اجلي عن امله في زيادة التعاون بين القطاع الخاص الاردني والتركي واستغلال فرص الاستثمار الناجحة المتاحة في البلدين.