جلالة الملك عبدالله الثاني يفتتح المؤتمر الدولي لادارة الطلب على المياه
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني في منطقة البحر الميت مساء اليوم افتتاح المؤتمر الدولي لادارة الطلب على المياه الذي تنظمه وزارة المياه والري بالتعاون مع الوكالة الامريكية للانماء الدولي بمشاركة اكثر من الف خبير مياه من 30 دولة منهم العديد من مسؤولي المياه وخبرائها في الدول العربية.
وافتتح جلالته معرض تقنيات المياه الذي يعرض اخر التقنيات العالمية في مجال ادارة الطلب على المياه وترشيد استهلاكها اضافة الى البرمجيات المتطورة في مجال مراقبة الاستهلاك وضبطه والاساليب الصناعية الجديدة للافادة من المصادر المائية المحدودة.
وتعرض شركات من الاردن والسعودية والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها خلال ايام المؤتمر اخر ابتكاراتها في هذا المجال.
وياتي انعقاد المؤتمر الذي يشكل اول تظاهرة عالمية في مجال ادارة الطلب على المياه استجابة مباشرة لمشكلة تضاوءل الموارد المائية التي لم تعد ظاهرة تقتصر على الشرق الاوسط.
ويتيح المؤتمر المجال امام الخبراء والمختصين للاطلاع على اخر المستجدات في ادارة المياه وتقنياتها من خلال مجموعة كبيرة من ورشات العمل والجلسات الرئيسة والموازية التي تستمر على مدى خمسة ايام.
وشكر وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر في كلمة له جلالة الملك عبدالله الثاني على "عنايته بماء شرب الاردنيين" حيث ان الرعاية الملكية السامية تعكس اهتمام الاردن على اعلى المستويات بوضع استراتيجيات واضحة تكفل تامين المستقبل المائي للاجيال المقبلة.
واوضح ان الاستثمارات الراسمالية لتطوير امدادات المياه الجديدة ستصل في العام 2025 الى حوالي 45 مليار دولار سنويا مقارنة بالاستثمارات الراسمالية الحالية البالغة 20 مليار دولار في العام مبينا ان هذه الزيادة المطلوبة في الاستثمارات تتجاوز قدرة العديد من دول المنطقة الامر الذي يدعو الى تعاون هذه الدول وتضامنها لضبط الاستهلاك المائي وخلق قطاع مائي كفوء قائم على الانصاف والعدل وحماية الفقراء.
وقال ..ان تحديات الاهداف التنموية للالفية الجديدة والمتمثلة بتوفير الماء الصالح للشرب للجميع بحلول العام 2045 بعدالة وكفاءة تتطلب حكما رشيدا لقطاع المياه يتضمن العمل بانفتاح وشفافية بما يعنيه هذا من اتخاذ قرارات صعبة وحرجة من اجل رفاه الناس مع الحفاظ على قيم احترام الانسان وكرامته.
واعلن الناصر انجاز الخطة الوطنية الثانية المحوسبة للمياه كثمرة من ثمار التعاون مع الوكالة الفنية الالمانية شاكرا في هذا السياق كل الدول المانحة بوكالاتها المختلفة ومنظمات الامم المتحدة على المساعدة التي توليها للاردن لمواجهة تحدي نقص المياه.
واهاب بجيران الاردن لتبني خططا مماثلة لما يتبناه الاردن الذي يعد من بين اكثر عشر دول فقرا في مجال المياه لتقليص فواقد المياه المنزلية لتوفير 100 مليون متر مكعب سنويا من المياه بحلول العام 2025 اضافة الى تحسين كفاءة الري وتنسيق السياسات المائية والزراعية وتقليص الضخ الجائر من المياه الجوفية بما يضمن توفير 90 مليون متر مكعب من المياه سنويا وذلك من خلال
اطلاق مبادرة ادارة الطلب على المياه لعام 2025 والتي سيتم عرضها خلال المؤتمر.
واعاد الناصر على المؤتمرين طرح مبادرة قناة البحرين التي تعتبر ذات اهمية بيئية ومائية كبيرة للاردن معتبرا هذه المبادرة فرصة استثنائية لتحقيق التعاون والشراكة بين الشعوب لمواجهة التحديات المائية والبيئية المشتركة.
وقالت المديرة في دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي لاتيشا اوبنغ ان مكان انعقاد المؤتمر امر مناسب بسبب الحاجة الماسة للمياه التي يعاني منها الاردن.
واشارت في كلمة لها في حفل الافتتاح الى ان الازمة الحالية لا تمس المياه فيها بل ان ازمة المياه تتجاوز ذلك لتصبح ازمة تؤثر في النمو الاقتصادي وفي قدرة الانسان على البقاء.
واعربت عن اسفها لان دول المنطقة ورغم النقص في المياه تزيد من استهلاكها الجائر للمياه الجوفية اضافة الى التنافس بين القطاعات الاقتصادية من صناعة وزراعة وخدمات على زيادة استهلاك المياه داعية هذه الدول الى الموازنة بين الطلب على المياه والموارد المتوفرة.
من ناحيته قال السفير الامريكي في عمان ادوارد غنيم ان المنطقة ذات تراث يمتد لالاف السنين في ادارة موارد المياه الشحيحة داعيا الى اخذ العبرة من النظم المائية التي برع بها الانباط في البتراء ومن تلاهم من الرومان لمواجهة نقص المياه.
واضاف ان نقص المياه في الاردن شكل حافزا للتفكير الابداعي لدى مسؤولي المياه في المملكة للموازنة بين المصادر المحدودة وزيادة الطلب على المياه معتبرا ان الاردن اتخذ قرارات جريئة في هذا المجال.