جلالة الملك : عدم حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يوءثر في استقرار العالم

عمان
17 نيسان/أبريل 2004

سان فرانسيسكو، 17/4/2004 (إدارة الإعلام والمعلومات - الديوان الملكي الهاشمي)- اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان هدف خلق عالم اكثر امنا وحل مشكلة
الارهاب العالمي والتطرف لا يتم بالتركيز على الجانب الاني المباشر من المشكلة
وهو مجرد محاربة المتطرفين، فهذا جزء من الحل الا انه لا يعتبر حلا جذريا
يعالج المشكلة من اساسها.

واضاف في جلسة سؤال وجواب عقب الخطاب المهم الذي القاه جلالته في
نادي الكومنولث ان عدم حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يؤثر في استقرار
وامن منطقة الشرق الاوسط فحسب بل وفي استقرار العالم كله، وهذا ما تشهد عليه
احداث 11 ايلول في الولايات المتحدة و11 اذار في مدريد.



واستطرد قائلا "لا احد سيكون بامان اذا لم ننجح في حل هذه القضية
حلا عادلا".



وحذر جلالته الولايات المتحدة من تزايد الشعور بالعداء تجاهها من شعوب
المنطقة التي تشاهد الدبابات الاسرائيلية في شارع تسير عليه النساء والاطفال
وترى الامر نفسه مع الدبابات الاميركية في العراق، مطالبا اياها بحل قضيتي
فلسطين والعراق "لانكم مسؤولون في نهاية الامر عن تزايد حالات العداء مما
يزيد حالة عدم الشعور بالامن لدى الاميركي العادي".



وردا على سؤال حول ما على الولايات المتحدة ان تفعله لتحقيق السلام
في الشرق الاوسط قال جلالته: لدينا عملية وكل طرف يعرف ما يجب ان يفعله،
وهناك الية لتنفيذ الهدف الذي اعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش قبل سنتين
وهو الدولة الفلسطينية القابلة للحياة التي تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل،
وهذه الالية هي خارطة الطريق وما يجب ان يحدث الان على الارض هو تطبيق الخارطة.



واضاف جلالته: ان المشكلة الان هي ان تتحرك هذه الالية فالخارطة واضحة
وتحتاج الى دور اقوى من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ممثلا باللجنة
الرباعية لتنفيذ بنود الخارطة.



وشدد جلالته على ان العرب فعلوا ما هو مطلوب منهم لتنفيذ خارطة الطريق
عندما وقعت جميع الدول العربية، بما في ذلك عراق الرئيس المخلوع صدام حسين،
اعلان السلام العربي الذي تعهدت فيه باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل عندما
يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.



وطالب جلالته اسرائيل بمراجعة نفسها ومعرفة الهدف الذي تسعى اليه من
وراء التفاوض مع العرب " هل هو بضعة امتار من الارض على حدودها مع جيرانها
العرب ؟ ام هو هدف السلام الذي يؤدي الى اندماجها في المحيط الكبير من المغرب
وحتى عمان؟ وهل تريد علاقات جوار صحية مع شركاء متساوين؟" مشددا على ان الاستقرار
والسلام والامن لن يكون بالامكان تحقيقه اذا استاثر جانب بالخيرات تاركا
جيرانه معدمين يائسين ومحبطين، وذلك في اشارة الى عدم اهتمام الولايات المتحدة
واسرائيل بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.



وابلغ جلالته الحضور عن تصوره لما يمكن ان يحدث في المنطقة متى حل الصراع
الفلسطيني الاسرائيلي حلا عادلا واصبح بالامكان استغلال الامكانيات الهائلة
المتوفرة في المنطقة ليصبح الهلال الخصيب اكثر ازدهارا من "السيليكون فالي".



واعاد جلالته التاكيد عدة مرات في الجلسة التي حضرها اكثر من 1500 شخصية
من اعضاء النادي المهتمين بالقضايا السياسية العالمية وحظيت بتغطية اعلامية
اضافة الى تغطية اذاعية مباشرة ان حل قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يحل
معظم مشاكل الشرق الاوسط. فعدم الاستقرار في المنطقة لا يتيح لدولها وشعوبها
متابعة برامج التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستغلال الامثل
لمواردها، وهذا ما اشار اليه جلالته عندما قال ان الزخم الذي يراه ويتمناه
لبرنامج التنمية والاصلاح الطموح في الاردن لن يتحقق ما لم تحل مشكلة الشرق
الاوسط حلا عادلا.



ودعا جلالته المجتمع الدولي الى مساندة الاردن في خططه الاصلاحية على
الاصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لان نجاح هذا الاصلاح سيكون محفزا
لبقية دول المنطقة لتتبنى مناهج اصلاحية تتناسب مع ظروفها وخصوصية مجتمعاتها.



وردا على سؤال حول من علمه الالتزام بالعمل من اجل السلام والتوجه نحو
الاعتدال السياسي قال جلالته انه كان محظوظا بالحصول على معلم لم يكن ليجد
افضل منه، الا وهو جلالة المغفور له الملك الحسين، الذي علمه ان يضع نفسه
مكان الشخص في الطرف المقابل ليفهم موقفه املا في التوصل الى صيغة توافقية
معه.



واعرب جلالته عن امله في ان تجري الانتخابات النيابية القادمة في الاردن
في ظل وجود احزاب متوحدة قوية قادرة على بناء قواعد شعبية وبرامج عمل محددة.



وحضر الجلسة سمو الامير علي بن الحسين ووزير البلاط الملكي الهاشمي
سمير الرفاعي ومستشار جلالته عقل بلتاجي ووزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
فواز الزعبي والتخطيط والتعاون الدولي باسم عوض الله والسفيران الاردني في
واشنطن كريم قعوار والاميركي في عمان ادوارد غنيم.

انتهى...