جلالة الملك يرعى حفل تخريج فوج جديد من الجناح العسكري في مؤتة
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة اليوم بحضور سمو الامير حمزة بن الحسين ولي العهد وسمو الامير فيصل بن الحسين رئيس مجلس امناء جامعة مؤته الاحتفال بتخريج الفوج السابع عشر من الجناح العسكري في جامعة مؤتة.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله موقع الاحتفال رئيس الجامعة الدكتور عيد الدحيات ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن خالد جميل الصرايرة ومدير الامن العام ومحافظ الكرك ونائب رئيس الجامعة للشؤون العسكرية واطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة تحية لجلالته.
وبدأ الاحتفال بالسلام الملكي ثم تفقد جلالة القائد الاعلى طابور الخريجين الذي استعرض من امام المنصة الملكية بنظام المسير البطيء والعادي.
واكد الدكتور عيد الدحيات رئيس جامعة مؤتة في كلمة له خلال الحفل ان الاردن بقيادته الهاشمية استطاع ان يحقق انموذجا فريدا في الاداء السياسي المتوازن والمعتدل في ظل ظروف المنطقة المضطربة.
وقال الدحيات يشرفني ان ارحب بكم ، يا صاحب الجلالة في جامعة مؤتة التي تحتفل تحت رعايتكم السامية بتخريج الفوج السابع عشر من ضباط الجناح العسكري وانه من حسن الطالع ان يتزامن هذا مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال ويوم الجيش وذكرى جلوس جلالتكم على العرش وفي ظل افراح الشعب والوطن بهذه المناسبات العزيزة نؤكد لجلالتكم مخلصين اننا جميعا على عهد الوفاء للوطن والولاء للعرش الهاشمي ونعلن فخرنا واعتزازنا بالانتماء الى الاردن الذي استطاع في ظروف بالغة التعقيد ان يواجه التحديات ويتعاطى مع المشاكل بعقلانية وحكمة وكان على الدوام الملتصق بالهم العربي والاسلامي والمدافع عن حق هذه الامة في ان يكون لها مكان بين امم العالم وشعوبه.
واضاف "لقد استطاع الاردن بقيادته الهاشمية ان يحقق انموذجا فريدا في الاداء السياسي المتوازن والمعتدل في ظل ظروف المنطقة المضطربة وان يرسي دعائم دولة حديثة قائمة على النظام والقانون وكان لجهود جلالتكم الرائدة في مواجهة التحديات بارادة التغيير والاصلاح الداخلي وبالانفتاح الخارجي على العالم من حولنا الاثر الحاسم في بلورة تصورات مهمة تؤكد حاجة الشعوب لخلق مجتمع عالمي تسوده العدالة وتحكمه قيم احترام الاخر. وكان انعقاد المنتدى الاقتصادي في البحر الميت وعلى مدار عامين متتاليين تتويجا لجهودكم السامية في هذا الميدان وتأكيدا على مكانة الاردن الدولية والتزامه بالتواصل الحضاري والثقافي والتعاون بين الدول والشعوب لاحلال السلام وتوطيد اركان العدالة وحقوق الانسان ومفاهيم الحرية والديموقراطية بعيدا عن التطرف والتعصب والمغالاة."
واضاف الدحيات "ان هذه الصورة الحضارية التي حققتموها جلالتكم للاردن تفرض علينا جميعا ان نعمل بمزيد من الاصرار والعزم الذي لا يلين للحفاظ على امن الوطن وترسيخ استقراره وصون استقلاله وان نعمل بيد واحدة لتعزيز قوته ومنعته مؤمنين ان الاردن القوي خير معين للقضايا العربية وان عمر الاردن الممتد في اصل الحضارة يجعله الاشد مضاء في زمن التحدي والاكثر اعتدالا في زمن السلام وهو بذلك ملتقى انظار العالم ومحط تقديره واحترامه."
وختم الدحيات كلمته قائلا "اسمحوا لي ان اهنىء ضباط مؤتة من خريجي هذا الفوج وان اخاطبهم خطاب الوعي بالانتماء لتراب هذا الوطن العزيز الكريم والعمل على تحقيق رسالته والذود عن حماه فالوطن فوق الجميع كما ان العلاقة بين تراب الارض والرجال الذين يفدون هذا التراب بالارواح والمهج هي اقدس العلاقات واطهرها على الاطلاق فكونوا ايها الخريجون الجند الاوفياء للاردن ولقائده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذين يقوده نحو افاق رحبة من التقدم والنهضة والحداثة."
كما القى مفتي القوات المسلحة كلمة قال فيها:
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد،
يقول سبحانه وتعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}
سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه
انه ليوم مبارك مشهود تشهده الامة وتعتز به وتفتخر اذ تكرم جلالتكم بتقديم هدية طيبة مباركة للوطن والامة ولقواتها المسلحة اثمرها هذا الصرح العلمي العسكري الكبير على ارض مؤتة الشاهدة بالتضحية والبطولات للاباء والاجداد.
وبرعايتكم الكريمة يا مولاي وعنايتكم الدائمة فان هذا الجيش يتنامى عددا وعدة فهو كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار.
وقال ان الامة التي يزداد جيشها قوة ومنعة امة حية قادرة على النماء والعطاء والتضحية والفداء.. وبهذا ينتعش الامل في القلوب وتحيا الامال في النفوس وترتفع هامات الاوفياء.. كيف لا وهذا الجيش اسس بنيانه على التقوى وهو قرة عين قائده الاعلى.. قائد هاشمي من سلالة النبيين متميزا من معدن الحسب الزكي الرفيع ودوحة النسب العالي المنيع قائدا شابا شجاعا ذكيا حمل مبادئ الرسالة الهاشمية المباركة وهي الرسالة الطاهرة النقية التي ما عرف التاريخ راية اطهر واعز منها ولا قادة اوفى ذمة ولا انقى سريرة ولا احرص على مصلحة الامة ورفعة شانها وتحقيق كرامتها منهم.
واضاف مفتي القوات المسلحة ان قائمة الخالدين من عظمائها وقادتها وشهدائها خير شاهد على ذلك.. وقدوتنا هو قائدنا الاعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين اعزه الله وايده ونصره سعى بعزم ومضاء وجد واجتهاد وشيد صروح العزة والكرامة لامتنا وبنى مجدا وماثرة تستوجب الفخر والاعتزاز.. انه بناء شامخ طولا له بهاء وجلال وجمال يسر الناظرين فابتهجت به القلوب المؤمنة وانشرحت له النفوس المطمئنة واستبشرت به الامة.
نعم انكم يا ال بيت الرسول صلى الله عليه وسلم رمز الخير والعطاء والصدق والوفاء وانتم سفينة النجاة.. فالحمد لله الذي يسركم لهذه الامة تسعون الى وحدتها وجمع كلمتها وتوحيد صفها متحدين كل الصعاب في سبيل هذه الغاية السامية المباركة.. فبارك الله في اعمالكم وبارك في همتكم العالية وحقق على ايديكم الاماني والامال انه على ما يشاء قدير."
وقال المفتي مخاطبا الخريجين "ابارك لكم تخرجكم واهنئ قائدكم بكم واهنئ وطنكم وامتكم واهليكم واوصيكم بتقوى الله فان تقوى الله من اعظم القربات وعليكم بطاعة الله وطاعة رسوله واولي الامر منكم. واعلموا ان الراية التي تحملونها هي امانة في اعناقكم فاحفظوا امانتكم وتعاهدوها بالصدق والوفاء والاخلاص ليجزي الله الصادقين بصدقهم.. وفقكم الله للخير في ظل جلالة قائدنا الاعلى حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير والبر والهدي خطاه."
والقى احد الضباط الخريجين كلمة باسم الفوج السابع عشر من الجناح العسكري قال فيها:
سيدي جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم..
سيدي سليل الدوحة الهاشمية.
"انه يوم من ايام الوطن الغالية يوم اغر ابلج ارتدت فيه مؤتة الجامعة ومؤتة الارض اجمل عباءاتها وابهى حلتها فرحا بطلتكم البهية وتعانقت فوق قمم جبالها وعلى امتداد سهولها وروابيها رايات المجد وعناوين البطولة ازهرت رياحين الكبرياء وتعطرت ميادين الشرف والبطولة."
وقال "جنودك البواسل حماة الوطن وسياجه الامين خريجو الفوج السابع عشر يقفون بني يدي جلالتكم وقد شرفتهم بحضورك البهي واسندوا قاماتهم بشموخ جيشك العربي. انهم فرسان مؤتة الطالعون في ارجاء الوطن برقا هاشمي الوميض عيونهم يقظة على ثغور الوطن ونوافذ قلوبهم مشرعة نحو العالم لاستيعاب كل ما هو جديد. انها مؤتة التاريخ والحاضر. المعركة والجامعة السواعد التي ما انكسرت وظلت تحمل الراية والهامات الشامخة التي لم تعرف الخضوع ولا الخنوع ترفع شعار الجيش العربي تاجا يملأ الدنيا اعتزازا واملا..
مولاي المعظم
مؤتة وخريجوها رماح في يديك ولن تجدنا الا حيثما تريد طوع بنانك ورهن اشارتك لا ينحنون الا لله تعالى يستندون الى تاريخ عابق بالتضحيات والبطولة والفداء سطره الهاشميون عبر مسيرتهم المشرقة وخطه جعفر وصحبه الكرام ذات يوم في المشهد الماثل امامنا ورسخه النشامى من بواسل جيشكم المصطفوي في معارك الشرف والرجولة وعززوه بحملهم رسالة المحبة والسلام في اصقاع شتى من انحاء المعمورة.
مولاي المعظم
لقد تعلمنا في هذا الصرح العلمي الشامخ ابجديات الولاء والانتماء وقرانا في دفاتره ان بني هاشم هم سادة الامة وحملة رسالة الحق
ومشاعل الحرية ما اوار نارهم خبا ولا حد سيفهم نبا ولا صدر جوادهم كبا وظلت مواقفهم على طول المدى قدرا من الكفاح والنضال من اجل رفعة الامة وتحقيق اهدافها السامية وغاياتها النبيلة.
مولاي المعظم
لقد جعلنا ميادين التدريب وقاعات التدريس معيننا ننهل منه العلم والمعرفة نرفع كفاءاتنا وقدراتنا وسنكون بعزمكم يا مولاي الساعد الشديد لقادتنا في الميدان والمثل والقدوة لمرؤوسينا شعارنا " الاردن اولا " ولاء وانتماء وعلى قدر اهل العزم " عملا وبناء ولن ننسى ابدا ما حيينا مؤتة السيف والقلم التي علمتنا كيف يشمخ الرجال فوق هامات المجد بيارق تعانق افق السماء.
مولاي المعظم
سنظل على العهد عهد الاباء والاجداد نجدد الولاء والانتماء لعرشكم المفدى ونلتف بكل الصدق والاخلاص حول رايتكم الهاشمية المظفرة نذود عن حياض الوطن ونصون منجزاته ومكتسباته دمتم " يا مولاي " ودام عرشكم السامي يرسخ بنيان الوطن ويعزز اركان المجد ويحملنا الى المجد الانساني الارحب."
وتفضل جلالة القائد الاعلى بتوزيع الجوائز التقديريه على اوائل الخريجين من كليتي العلوم العسكرية والشرطية.
بعد ذلك جرت مراسيم تسليم العلم من الخريجين الى تلاميذ السنه الثالثة في الجناح العسكري في الجامعة.
حضر الاحتفال سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء وفيصل الفايز رئيس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس النواب ووزير البلاط الملكي الهاشمي والمستشار الخاص لجلالة الملك ومدير الدفاع المدني وكبار ضباط القوات المسلحة وعدد من كبار رجال الدولة والمدعوين من مدنيين وعسكريين.
واستكمالا لمراسم التخريج قام الفريق اول الركن خالد جميل الصرايرة رئيس هيئة الاركان المشتركة بتوزيع الشهادات والجوائز التقديرية على اوائل الخريجين من كلية العلوم العسكرية.
والقى كلمة هنأ بها الخريجين متمنيا لهم التوفيق والنجاح في الوحدات والتشكيلات التي سيلتحقون بها مشددا على ان القوات المسلحة هي حامية الوطن وسياجه المنيع وانها ستضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاساءة الى الوطن العزيز او العبث بامنه واستقراره.
كما قام مدير الامن العام الفريق اول الركن تحسين شردم بتوزيع الشهادات على خريجي الفوج الثالث والعشرين من طلبة كلية العلوم الشرطية.
وقال الفريق اول الركن شردم في كلمة القاها بالخريجين "انه ليوم طيب ومبارك من ايام الوطن كما هو من ايام الامن العام ذلك الذي نحتفل فيه بتخرجكم من هذا الصرح التدريبي العلمي الشامخ ضباطا متسلحين بالعلم والايمان تحملون في وجدانكم مستقبل الوطن واماله بما تزودتم به من علم ومعرفة لغد مشرق غد الشباب القادر المتمكن الذي دعا اليه وبذل من اجله جلالة قائدنا الاعلى الملك عبدالله الثاني كل العناية والرعاية ليبقى الاردن في مقدمة دول العالم التي تحترم الانسان وترعى حقوقه وامنه بكل عدالة ونزاهة
وشفافية."
واضاف انه ومن خلال اطلاعي على المستوى التدريبي والتعليم المتميز الذي وصلتم اليه والذي يؤهلكم لحمل مسؤولية الامانة والعمل الشرطي الاحترافي المتميز مع زملائكم الذين سبقوكم الى الميدان في مجال العمل الشرطي لا يسعني الا ان اتوجه بالشكر والتقدير للهيئتين العلمية والتدريبية في جامعة مؤتة على الجهود الحثيثة التي بذلت من قبلهم للنهوض بمستواكم.
واختتم الفريق اول شردم كلمته قائلا اتمنى لكم النجاح في مستقبلكم وادعو الله العلي القدير ان يوفقكم ويرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم وان يديم على اردننا نعمة الامن وظلال جلالة القائد الاعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم والذي نعاهده على ان نبقى الجند الاوفياء لعرشه الهاشمي المفدى وعينا ساهرة على امن الاردن واستقراره.
وفي نهاية الاحتفال الذي حضره نائبا رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية والادارية ومساعدو مدير الامن العام للعمليات والتدريب وللقضائية وللقوى البشرية وامر كلية العلوم الشرطية وعدد من كبار ضباط الامن العام وزع الفريق اول شردم الشهادات على الخريجين والجوائز على الفائزين.