جلالة الملك يعود الى ارض الوطن
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
عاد جلالة الملك عبد الله الثاني الى ارض الوطن مساء اليوم بيمن الله ورعايته بعد جولة عمل شملت الجماهيرية الليبية والولايات المتحدة الاميركية واليابان وسنغافورة وقطر.
وجاءت هذه الجولة في اطار الجهود المكثفة التي يقوم بها جلالته على الساحتين الاقليمية والدولية لشرح الانجاز الوطني ودعم برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن.
وحمل جلالته الهم العربي الى قادة هذه الدول بضرورة الاسراع في تحقيق السلام في المنطقة وتمكين شعوبها من العيش باستقرار وامان.
وكان جلالته قد بدأ جولته بزيارة قصيرة الى الجماهيرية الليبية بحث خلالها مع فخامة الرئيس الليبي معمر القذافي افاق التعاون المشترك واليات دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين واخر المستجدات والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة.
وفي الولايات المتحدة التقى جلالة الملك عبد الله الثاني الرئيس الامريكي جورج بوش وكبار المسؤولين في الادارة الاميركية حيث اوضح جلالته ضرورة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة مؤكدا اهمية استثمار عامل الوقت للاسراع في تحقيق السلام في المنطقة وتحقيق التكامل والتلازم بين الموقفين الاميركي والاوروبي واهمية النظرة الشمولية
للعملية السلمية تاخذ بالاعتبار جميع المسارات الاخرى وفق المبادرة التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 .
ولقاء جلالته هذا يعتبر مهما كونه اول لقاء يجمع بين قائد ومسؤول عربي مع الادارة الاميركية بعد انتخاب الرئيس بوش وقبل تسلمه مهامه الرسمية في منتصف الشهر وهي فترة تستجمع خلالها الادارة الاميركية وجهات النظر المتعلقة بالقضايا العالمية حيث وضع جلالته هذه الادارة بصورة اوضاع المنطقة خاصة وان جلالته بدأ تحركه قبل ذلك باسبوع على
الساحة الاوروبية.
ودعا جلالته الرئيس بوش الى توفير الدعم والمساندة للقيادة الفلسطينية في جهودها الرامية لاجراء الانتخابات وتقوية المؤسسات الفلسطينية وتمكينها من القيام بمسؤولياتها وتحمل اعباء المرحلة المقبلة.
كما اكد جلالته ضرورة ان تلتزم اسرائيل بتقديم جميع التسهيلات بشكل يمكن الشعب الفلسطيني من اختيار قيادته القادرة على ان تكون شريكا فاعلا في العملية السلمية والتزامها بالتنفيذ الكامل والدقيق لخارطة الطريق.
واكد جلالته مسؤولية المجتمع الدولي والاطراف المعنية بالتحرك باسرع وقت لازالة العقبات التي تقف في طريق عملية السلام والعودة الى طاولة المفاوضات.
وفي الشان العراقي اكد جلالته للرئيس بوش قدسية عروبة العراق واهمية ان تتم الانتخابات العراقية بشكل يتمكن من خلالها المواطن العراقي في اي مكان الادلاء بصوته لاسيما وان هذه الانتخابات ستكون القاعدة التي بموجبها سيتم اقرار الدستور لانها تشكل المرتكز الاساسي لمستقبل العراق مؤكدا اننا لا نبني عراقا جديدا بل نعيد العراق الى مساره الطبيعي بحضارته القديمه الى امته العربية ليعيش بامن واستقرار.
واكد جلالته مساندة الشعب العراقي وتمكينه من تجاوز ظروفه الصعبه ودعم الاردن للجهود الرامية الى تعزيز وحدة الاراضي العراقية واعادة اعمار وبناء المؤسسات العراقية.
ودعا جلالته الرئيس بوش والادارة الاميركية الى تقديم المزيد من الدعم للاردن لانه يمثل انموذجا في دول المنطقة في انجازاته والاصلاحات التي يتبناها في جميع المجالات.
وخلال لقاء جلالته في واشنطن مع القيادات الاقتصادية والمالية والمصرفية والسياحية والتعليمية وتكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة شرح جلالته الخطوات التي يقوم بها الاردن لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تنعكس بنتائجها الايجابية على حياة المواطنين.
واكد ان الاردن يسير بخطى واثقة لتنفيذ برامج الاصلاح وقد حقق خلال السنوات الماضية نقله نوعية في المجال الاقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار مشيرا الى مشاركة القطاع الخاص في التنمية والمؤشرات التي تم تحقيقها في مجال النمو الاقتصادي وخاصة الصادرات.
واستعرض جلالته انجازات الاردن في مجال تطوير التعليم والقضاء والبيئة التشريعية والتنظيمية اللازمة لجذب المستثمرين لتوفير فرص العمل ومحاربة الفقر.
وفي سان فرانسيسكو القى جلالته خطابا امام مجلس الشؤون العالمية لشمال كاليفورينا ونادي الكومنولث في سان فرانسيسكو اكد فيها اننا وصلنا الى لحظة حافلة بالامكانات لتحقيق اختراقات حقيقية في الشرق الاوسط وان الشهور الحاسمة المقبلة سوف ترسم مسار وسرعة التقدم لفترة طويلة مقبلة. واكد ان الوقت قد حان للتحرك الجاد نحو حل على مبدا الدولتين والذي هو اساس الحل النهائي الدائم. واشار جلالته الى انه يمكن ان تكون خطه اسرائيل لفك الارتباطجزءا من خارطة الطريق.
وفي الشان العراقي اكد جلالته ان العراق بحاجة ماسة الى نظام سياسي شامل داعيا الى اجراء الانتخابات المقبلة باسرع وقت مع ضرورة ان تكون شاملة وان يقترن حكم الاغلبية بحقوق الاقلية.
وحول الوضع الداخلي اكد جلالته ان عملية الاصلاح في الاردن تتقدم تقدما حثيثا وقد حقق بلدنا تغييرات هيكلية لترسيخ حقوق الانسان وبناء حياة سياسية ديمقراطية وتشجيع الابداع والشراكه مع القطاع الخاص. واكد ان رؤيتنا تتمثل في مجتمع مدني منفتح وعصرى متجذر في القيم العربية الاسلامية الحقيقية وهي التسامح واحترام الاخرين والايمان بحكم القانون وكرامة جميع الناس على نحو متكافيء والسعي الى التميز.
والتقى جلالته خلال زيارته الى سان فرانسيسكو مع عدد من ابناء الجالية الاردنية في المدينة حيث اكد لهم ان المبادارت الاصلاحية التي يقوم بها الاردن في المجالات كافة ترمي الى تطوير الاقتصاد الاردني وتعزيز الديمقراطية وتمكين المراة والشباب والارتقاء بمستوى التعليم وتحسين مستويات الشعب.
وقال جلالته ان بناء الاردن النموذج في المنطقة يمثل الاولوية مشيراالى الحوافز التي يوفرها الاردن لتشجيع عودة الشباب المغتربين للعمل في الاردن ورفد المسيرة نحو التنمية.
وفي اليابان التقى جلالته مع امبراطور اليابان اكهيتو والامبراطوره متسكو واجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني جونسيرو كويزومي وعدد من امناء الاحزاب حيث اكد جلالته على ضرورة دعم القيادة الفلسطينية لاجراء الانتخابات وتمكينها من العودة الى طاولة المفاوضات كشريك حقيقي للسلام.
كما اكد جلالته اهمية اغتنام عامل الوقت لاحياء عملية السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ضمن حل الدولتنين الذي تنص عليه خارطة الطريق.
وجدد جلالته التاكيد على ضرورة ان يحافظ العراقيون على وحدة بلدهم وانتمائه الى امته العربية ورفض التدخل الخارجي في امورهم.
والتقى جلالته رئيس الحزب الديمقراطي الياباني وزير خارجية الظل وعددا من امناء الاحزاب ومسؤولي الفعاليات الاقتصادية حيث جرى بحث العلاقات الاقتصادية بين الاردن واليابان وزيادة فرص الاستثمار الياباني في المملكة.
وبين جلالته لهم ما حققه الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخ الاستثماري في المملكة والحوافز التي يوفرها للمستثمرين.
وخلال لقائه مع الناطق الرسمي باسم ممثلي البرلمان اكد جلالته ان القضية الفلسطينية هي جوهر النزاع في المنطقة وان عدم التوصل الى حل لها سيوءدي الى استمرارية دوامة العنف في المنطقة والعالم.
كما اكد اهمية اجراء انتخابات حرة في فلسطين والعراق مشددا جلالته على ضرورة دعم المجتمع الدولي والامم المتحدة للشعبين الفلسطيني والعراقي.
واشاد جلالته خلال لقائه رئيسة المستشارين وعدد من اعضاء المجلس بالدعم المتواصل الذي تقدمه اليابان للاردن ومساندتها لجهوده التنموية.
والتقى جلالته اعضاء الجمعية الاردنية اليابانية التي تضم مجموعة من كبار رجال الاعمال اليابانيين حيث استعرض المشروعات الاستثمارية التي يسعى الاردن الى تنفيذها واستقطاب المستثمرين اليابانيين فيها واهميتها في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واصطحب جلالته معه الى اليابان عددا من الطلبة الارنيين المتميزين في التخصصات العلمية والهندسية في الجامعات الاردنية للاطلاع على تجربة اليابان في مجال التكنولوجيا والهندسة المتطورة التي تطبقها كبريات الشركات اليابانية العالمية والاستفادة منها في تطوير ابداعاتهم.
وفي سنغافورة المحطة الثالثة في جولة جلالة الملك عبدالله الثاني بحث جلالته مع الرئيس السنغافوري بالوكالة رئيس البرلمان ورئيس الوزراء تطورات الوضع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة موضوع الانتخابات في فلسطين والعراق اضافة الى علاقات التعاون الثنائي.
واكد جلالته ان الانتخابات تشكل مرحلة جديدة في ترسيخ طموحات الشعبين الفلسطيني والعراقي في الديمقراطية.
واشار جلالته الى ان رسالة عمان التي اطلقها الاردن اخيرا تشكل مبادرة لاعادة صوت الاسلام المعتدل وابراز صورته المشرقة.
وفي المجال الاقتصادي اكد جلالته اهمية استفادة القطاع الخاص السنغافوري من اتفاقية اقامة المنطقة التجارية الحرة بين البلدين وكذلك اتفاقية حماية الاستثمار.
وتناولت مباحثات جلالته التعاون الفني والتقني في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتنمية الادارية والبحث العلمي والتطوير في الجامعات الاردنية.
وعاد برفقة جلالته رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي ووزير الخارجية الدكتور هاني الملقي ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله.