جلالة الملك يعود الى الوطن بعد جولة شرق اوروبية

عمان
03 أيلول/سبتمبر 2004

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى ارض الوطن مساء اليوم بعد جولة شرق اوروبية شملت كلا من جمهوريتي بولندا وروسيا الاتحادية استمرت ثلاثة ايام.



واكد جلالته في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفي خطاب القاه بمناسبة منحه درجة الدكتوراة الفخرية من معهد العلاقات الدولية في موسكو ادانته الشديدة للارهاب مؤكدا ان الاسلام دين التسامح والحوار وان المتطرفين لن يسكتوا الصوت الحقيقي للاسلام في العالم.



كما اكد جلالته خلال لقائه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف اهمية توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين مشيرا في هذا الخصوص الى ان الاردن مرتبط باتفاقيات مشابهة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية.



وفي بولندا اكد جلالته على تطوير العلاقات الاقتصادية مع هذه الدولة التي تعتبر اكبر الدول العشر التي انضمت مؤخرا الى الاتحاد الاوروبي والتي تمتلك مقومات اقتصادية تمكن افراد قطاعها الخاص من المشاركة مع المستثمرين الاردنيين في مشروعات في الاردن، حيث حضر جلالته حفل توقيع اتفاقية سياحية بين وزارة السياحة الاردنية ووزارة الاقتصاد والعمل في بولندا اضافة الى توقيع برنامج تنفيذي للتعاون بين حكومتي البلدين للسنوات 2004 -2006.



وفي اطار النهج الذي يقوده جلالته في المزج بين السياسي والاقتصادي في جولاته حضر جلالته لقاء بين رجال الاعمال الروس وممثلي القطاع الخاص الاردني تم فيه توقيع اتفاقية لانشاء منتجع سياحي وفندق من فئة الخمسة نجوم على شاطىء البحر الميت بين صندوق المشروعات التنموية والاستثمارية الاردني ممثلة بممثل هيئة الصندوق اكرم ابو حمدان وبين شركة تيخكوم الروسية من ناحية وشركة مارفول للادارة. وسيحمل المنتجع اسم "منتجع البحرة للعلاج والاستجمام".



واكد جلالته خلال لقائه رجال الاعمال الروس انه يتطلع الى الاقتصاديين الروس لتطوير علاقاتهم الاقتصادية بالاردن لتتناسب مع قوة العلاقات السياسية التي تربط البلدين لان القطاع الخاص هو من يجب ان يملك روح المبادرة.



وعبر عن التزامه باستمرار الاصلاح في الاردن من كافة الجوانب، فالاردن، كما قال جلالته، قطع شوطا طويلا فعلا لا قولا حيث استطاع زيادة نسبة النمو الاقتصادي لديه في النصف الاول من هذا العام الى سبعة فاصل اثنين بالمائة مثلما استطاع زيادة حجم الصادرات ونسبة الاحتياطيات الاجنبية في بنوكه، وهو ما لم تفعله دولة في المنطقة بسبب الحرب على العراق، مؤكدا ان المستقبل في العلاقات الدولية للاقتصاد.



وقد عبر الجانب الروسي عن اهتمامه بالاستثمار في مشروع جر مياه الديسي حيث يملكون الخبرات الهندسية والعملية اللازمة لتنفيذ مثل هذه المشروعات الضخمة.



وقد اكد جلالته على ان الاردن مهتم بتنفيذ هذا المشروع داعيا الشركات الروسية المهتمة الى التقدم للمشاركة في العطاء الذي سيطرح في العام المقبل لتنفيذ المرحلة الاولى من المشروع، مشيرا الى ان الاردن مستعد لتدريب الايدي العاملة التي يحتاجها المستثمرون الروس في المشروعات الاردنية في اطار مشروع التدريب المهني الذي يسعى لتخفيض نسبة البطالة.



واكد جلالته اهتمام الاردن بتطوير مشروعات مشتركة مع الروس، معربا عن امله في ان يعود الاستقرار الى العراق حيث سيكون التنسيق مع القطاع الخاص الاردني الذي يمتلك خبرة في التعامل مع العراق مفيدا، مشيرا الى انشاء مكتب في وزارة الخارجية الاردنية لمساعدة القطاع الخاص في العمل في العراق وفي مشروعات البنية التحتية التي تقوم بها المملكة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الاردن والعراق مثل تطوير ميناء العقبة وبناء خط بري حديث يربط العراق بالاردن اضافة الى اقامة منطقة حرة على الحدود بين البلدين.



كما عبر بعض الاقتصاديين عن اهتمامهم باقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم، حيث قال وزير التخطيط والتعاون الدولي باسم عوض الله الذي ترأس الجانب الاردني للاجتماع ان الشركات الاردنية غالبا ما تكون صغيرة او متوسطة الحجم باستثناء الشركات في قطاع المناجم، مشيرا الى مشروع تدريب الايدي العاملة الماهرة للعمل في المشروعات الجديدة.



وتطرق الجانب الروسي الى عدم وجود تعاملات بنكية بين الاردن وروسيا وهو ما قد يعيق الاستثمار فاشار عوض الله الى ان الاردن طرف في معاهدة بال لتسوية المعاملات البنكية وان التاخير في وجود هذه التعاملات يعود الى عملية اصلاح النظام المصرفي الروسي الذي استغرق عدة سنوات مؤكدا ضرورة وجود نظام بنكي يعمل بشكل متبادل بين البلدين.



وكانت وزيرة السياحة والاثار/وزيرة البيئة علياء بوران قدمت عرضا عن الامكانات السياحية الاردنية وفرص الاستثمار فيها باللغة الروسية للمستثمرين، مشيرة الى تطوير وزارة السياحة لموقع الكتروني باللغة الروسية لخدمة السياح الروس من كافة انحاء روسيا.



كما قدم عوض الله عرضا عن خطوات الاصلاح الاقتصادي والتشريعي والقضائي والتعليمي والسياسي في الاردن مشيرا الى القطاعات المحركة للنمو في الاردن وامكانية الاستثمار فيها في مجال التنقيب عن النفط والغاز في الصحراء الشرقية، مضيفا ان شركات روسية عبرت عن اهتمامها بالاستثمار في مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير "كادبي".



كما قدم عماد فاخوري عرضا عن واقع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وفرص الاستثمار السياحي والصناعي فيها اضافة الى الاستثمار في مشروعات البنية التحتية والنقل والمستودعات مشيرا الى اهتمام الروس بالاستثمار في سكة حديد العقبة.



وقدم مدير عام مؤسسة الموارد الوطنية اكرم ابو حمدان عرضا عن مؤسسته التي تعمل في تطوير العقارات في معسكرات الجيش في العبدلي والزرقاء مشيرا الى وجود فرص استثمارية للمقاولين والمستثمرين في هذه المشروعات.



وكان عمدة موسكو يوري لوجكوف قد اقام الليلة الماضية حفل عشاء على شرف جلالته والوفد المرافق في المقر الصيفي لاقامة عمدة المدينة.



وضم الوفد المرافق لجلالته في الجولة شرق اوروبية مستشار جلالة الملك لشؤون الامن/مدير المخابرات العامة/مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير، ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي المستشار الخاص لجلالته عقل بلتاجي ووزراء الخارجية والتخطيط والتعاون الدولي والسياحة والاثار والبيئة مروان المعشر وباسم عوض الله وعلياء بوران.