جلالة الملك يلتقي قيادات في الكونغرس
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني بعد ظهر امس مباحثاته مع ممثلي السلطة التشريعية الاميركية للحديث عن قضايا الشرق الاوسط وتوثيق العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
فبعد لقاءاته مع مسؤولي الادارة الاميركية، وعلى راسهم الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ريتشارد تشيني والذي عرض فيه جلالته التصور الاردني للحل الامثل للقضية الفلسطينية، التقى جلالته برئيس لجنة السياسة للحزب الجمهوري في مجلس النواب ورئيس لجنة الامن الوطني كريس كوكس حيث بحث الجانبان قضية الارهاب والطرق المثلى لمواجهته والتي يجب ان تركز على حل جذور المشكلة وليس اعراضها.
واكد جلالته ان المواجهة الناجحة للارهاب تكون بحل القضية الفلسطينية وتعزيز عملية التنمية الشاملة وتحسين المستوى المعيشي للناس في المنطقة.
وقال ان الارهابيين يستغلون حالة الياس والاحباط لدى الشباب الذين يشكلون اغلبية كبيرة في المنطقة خاصة وان هؤلاء الشباب يعانون من تفشي البطالة والفقر.
ولبحث موضوع المساعدات الاميركية للاردن، التقى جلالته رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب بيل يونغ واعضاء اللجنة وطرح جلالته خلال اللقاء الذي يكتسب اهمية خاصة مع طرح مشروع قانون المساعدات الاميركية للسنة المالية المقبلة التي تبدا في بداية تشرين الاول المقبل، الاحتياجات التنموية الاردنية للسنتين المقبلتين للمضي في الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين مستوى معيشة الناس وحياتهم.
واكد جلالته انه من الضروري لينجح الاصلاح ان يشعر المواطن العادي بحدوث تحسن في مستوى معيشته وحياته، ومن هنا اهمية توفير التمويل والخبرة اللازمين للسير في عملية الاصلاح وتعزيزها.
واستعرض جلالته المشروعات الاردنية للاصلاح في مجال التعليم والادارة والتدريب والتعليم العالي والقضاء، وهي المشروعات التي اثارت اعجاب النواب الاميركيين وتقديرهم وخاصة في مجال اشراك القطاع الخاص في التنمية المستدامة والاستثمار الكبير في الموارد البشرية، معتبرين ان الاردن يشكل انموذجا للاصلاح الذي ينبع من الداخل في الشرق الاوسط.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي باسم عوض الله ان تعزيز عملية الاصلاح وتحقيق التنمية المستدامة تتطلب وجود تمويل مناسب، وهذا هو الامر الذي اقره زعماء الدول الثماني خلال اجتماعاتهم في سي ايلاند الاسبوع الماضي.
واعرب عن اعتقاده بامكانية اعطاء الولايات المتحدة، اكبر الدول المانحة للاردن، مساعدات اضافية للمملكة خلال العام المالي المقبل.
يذكر ان المساعدات الاميركية للاردن بلغت السنة المالية الحالية حوالي450 مليون دولار، منها 250 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية و200 مليون دولار مساعدات عسكرية.
وحضر لقاءات جلالته في الكونغرس مستشار جلالة الملك لشؤون الامن/ مدير المخابرات العامة/ مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير، والمستشار الخاص لجلالته يوسف الدلابيح ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزيرا الخارجية والتخطيط مروان المعشر وباسم عوض الله والسفير الاردني في واشنطن كريم قعوار.
وفي لقائه والوفد المرافق مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور ريتشارد لوغر شدد جلالته على ضرورة بدء تحرك جاد لتطبيق خارطة الطريق ومراقبة عملية التنفيذ والتزام كل طرف بما يتوجب عليه تنفيذه، مؤكدا مسؤولية الولايات المتحدة في انجاح هذه الجهود وانقاذ العملية السلمية من المازق الذي تعيشه منذ سنوات.
ونبه جلالته الى اهمية الحل لان السلام والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يتم ايجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وفي الموضوع العراقي الذي تعد الولايات المتحدة طرفا رئيسيا فيه اكد جلالته ان نجاح الحكومة العراقية الجديدة يعتمد بشكل اساسي على دعم المجتمع الدولي لها ومساعدتها لبسط سيطرتها على جميع الاراضي العراقية ووضع حد للتسيب الامني الذي يعيق عملية اعادة البناء والاستقرار في العراق.
ووصف السيناتور لوغر جلالة الملك عبدالله الثاني بانه اصلاحي يتمتع بحس وطني عال ويعرف ما هو افضل للاردن، مؤكدا ان الملك قد قرأ الوضع قراءة جيدة بادراكه ان الاردن سينجح فقط اذا توفر له اصدقاء جيدون يستثمرون بالاموال والافكار في المملكة.
واشار الى ان جلالته اكد ضرورة تعزيز تنفيذ خارطة الطريق والاسراع في نقل السلطة والسيادة الى العراقيين، ناصحا الاميركيين بضرورة تقديم الدعم للاصلاحيين في المنطقة لمساعدتهم في القيام باصلاحاتهم.