قمة أردنية روسية في موسكو

موسكو
25 كانون الثاني/يناير 2017

ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو اليوم الأربعاء، على الوضع الإقليمي، خاصة ما يتعلق بالوضع السوري، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.
 
وجرى التأكيد، خلال مباحثات موسعة سبقتها ثنائية جرت في الكرملين، على ترسيخ آليات التنسيق والتشاور بين الأردن وروسيا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب.
 
وفي تصريحات مشتركة للصحفيين قبيل المباحثات، أعرب جلالة الملك عن سعادته بزيارة موسكو ولقائه الرئيس بوتين، مقدرا جلالته عاليا العلاقة المتميزة التي تجمع بين البلدين.
 
وقال جلالته "أتطلع قدما لمباحثاتنا هذا المساء حول العلاقات الثنائية والكثير من القضايا التي تلعب روسيا إزاءها دورا محورياً ليس في العالم فقط، ولكن بشكل خاص في منطقتنا".
 
وأضاف جلالته أننا "ندعم بشكل كامل مسار المباحثات في أستانا، ونثمن الدور الروسي على هذه الجهود، التي من شأنها، وكما آمل، أن تفضي إلى مستقبل جامع لكل مكونات الشعب السوري، وسنعمل بشكل وثيق معكم، إذ نمضي قدما نحو محادثات جنيف وغيرها من المحادثات".
 
وأكد جلالته، في هذا الصدد، أن "الدور الروسي من شأنه المساهمة في تجاوز التحديات، وبدون الدور الروسي لن يكون بإمكاننا الوصول إلى حل ليس فقط للأزمة السورية، وإنما لغيرها من أزمات الإقليم".
 
وقال جلالته "منذ عدة سنوات قلنا كلانا بأن التحدي الذي تواجهه بلدانا والعالم أجمع هو الحرب على الإرهاب الدولي. وقد تحدثنا في هذا الشأن مع العديد من الأطراف في العالم والذين لم يستمعوا لآرائكم ولآرائنا. وأنا سعيد بوجودي اليوم معكم في موسكو لنشارككم مشاعر الصداقة والرؤية المشتركة لتحقيق الاستقرار في منطقتنا".
 
من جهته، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال التصريحات، بزيارة جلالة الملك، وقال "إنني سعيد أن الحوار والتواصل الذي بيننا هما في إطار إيجابي".
 
وأضاف بوتين "أنا متأكد أن المباحثات الثنائية بيننا ستركز على بحث الأوضاع في المنطقة، خاصة مناطق النزاع الساخنة وما يتعلق بسوريا".
 
وقال الرئيس الروسي "اسمحوا لي أن أتقدم بشكري الخاص لدعمكم انطلاق عملية الحوار في أستانا. وبفضل جهودنا المشتركة، يوجد تقدم في هذه العملية يبني على وقف إطلاق النار، وهو اتفاق مهم لوقف الأعمال العدائية بين القوات الحكومية والمعارضة على الأرض".
 
وتابع قائلا "اسمحوا لي أن أشير إلى نقطة مهمة هنا، وهي أن موقف المشاركين يؤكد أنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة السورية. ونحن بكل تأكيد نعول على محادثات أستانا التي أصبحت أساسا جيدا لمواصلة المحادثات في المستقبل، ومن ضمنها محادثات جنيف".
 
وجرى، خلال المباحثات، تناول أهم نتائج مؤتمر استانا، وموضوع وقف إطلاق النار، وآليات العمل لإحراز تقدم في العملية السلمية في سوريا، وكذلك مؤتمر جنيف.
 
كما تم التأكيد على أهمية التنسيق الأردني الروسي، بخصوص تثبيت وقف الأعمال القتالية على جميع الأراضي السورية، وأهمية دور المعارضة المعتدلة في العملية السلمية، ومحاربة الجماعات الإرهابية.
 
وتناولت المباحثات أيضا، أهمية دور جميع الأطراف في سوريا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، حيث تم التطرق إلى الخطوات القادمة المرتبطة بعملية وقف إطلاق النار في سوريا.
 
وتم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية العمل لمرحلة إعادة الإعمار في سوريا، لما لذلك من أهمية لتعزيز الثقة والمضي قدما في العملية السلمية ومساعدة اللاجئين على العودة إلى بلدهم.
 
وتناولت المباحثات الأوضاع في العراق وسبل دعمه لتحقيق المصالحة الوطنية، بالإضافة إلى الأوضاع في المنطقة والملف الليبي.
 
وأكد جلالة الملك، في هذا الصدد، أنه لا يمكن الحديث عن الأزمة السورية بمعزل عن تحقيق الاستقرار والمصالحة في العراق.
 
كما جرى، بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف الميادين.
 
وحضر المباحثات، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي، مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في موسكو.
 
وحضرها عن الجانب الروسي وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين، والسفير الروسي في عمان.
 
وكان سمو الأمير فيصل بن الحسين أدى اليمين الدستورية، بحضور هيئة الوزارة، نائبا لجلالة الملك.