محادثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي جورج بوش
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
اجتمع جلالة الملك عبدالله الثاني صباح اليوم الثلاثاء في البيت الابيض مع الرئيس الامريكي جورج بوش الذي شكر جلالته على الرسالة الواضحة التي ارسلها الى قمة الدول الثماني الاسبوع الماضي بخصوص الاصلاح في المنطقة.
وبحث الجانبان القضايا التي تهم المنطقة العربية في هذه المرحلة وهي القضية الفلسطينية والملف العراقي والاصلاح.
واكد جلالته على ضرورة ضمان ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة شاملا وخطوة اولى تجاه الانسحاب من الضفة الغربية ايضا وبما يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة مبينا انه من الضروري ان تكون كل هذه الخطوات جزءا من خارطة الطريق.
وابدى الجانبان الاردني والامريكي ارتياحهما للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لخلق الظروف المواتية لاستئناف العملية السياسية وعدم ابقاء الوضع في المازق الذي يعيشه حاليا ومن ضمنها اجتماع اللجنة الرباعية على مستوى المندوبين الاسبوع المقبل في المنطقة اضافة الى المباحثات مع الفلسطينيين والاسرائيليين للمساهمة في وضع خطة لدعم قدرات الشعب الفلسطيني الاقتصادية والامنية.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني مستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير ومستشار جلالة الملك يوسف الدلابيح ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية الدكتور مروان المعشر ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في واشنطن كريم قعوار فيما حضرها عن الجانب الامريكي مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ووليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط والسفير الامريكي في عمان ادوارد غنيم وعدد من كبار المسؤولين الامريكيين.
واوضح المعشر في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية وجود تنسيق بين الاردن ومصر حول اعادة بناء القدرات الامنية للفلسطينيين وتدريب كوادر الشرطة في الضفة والقطاع.
وفي الموضوع العراقي اكد جلالته وقوف الاردن بالكامل الى جانب الحكومة العراقية التي اعتبر تشكيلها خطوة ايجابية على طريق انهاء الاحتلال واستعادة السيادة الكاملة.
وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني على وجود دور قوي للامم المتحدة والمجتمع الدولي لترسيخ سيادة العراقيين على مصيرهم ومقدراتهم محذرا من خطورة استمرار اعمال العنف في العراق والتي يذهب ضحيتها المدنيون الابرياء من الشعب العراقي.
وفي هذا السياق اوضح المعشر وجود موقف عربي مبادر في الموضوع العراقي حيث يقوم الاردن بتدريب كوادر الشرطة والجيش العراقيين وكوادر الوزارات والمؤسسات العراقية الاخرى مؤكدا على ضرورة السيطرة على الوضع الامني للسماح باستمرار العملية السياسية وصولا الى الاستقلال الكامل بعد الانتخابات الشاملة المزمع اجراؤها في كانون الثاني المقبل.
وحول قضية الاصلاح اشار المعشر الى ان المطلوب الان بعد ما حدث في القمة العربية في تونس وجود خطة لتنفيذ الاصلاحات في البلدان العربية بحيث يشعر المواطن العربي بان شيئا ما بدأ يتغير على الارض.
واوضح وجود خطوات اردنية في هذا الموضوع تتمثل بمشاريع قوانين موجودة لدى مجلس النواب لمناقشتها واقرارها تتعلق بقوانين الصحافة وحقوق المراة والطفل وقوانين تتعلق بتنفيذ الالتزامات الاردنية الدولية الناجمة عن دخول الاردن كطرف في المواثيق والمعاهدات الدولية.
وقبل القمة الاردنية الامريكية اجتمع جلالته والوفد المرافق مع مجموعة من اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الامريكيين وذلك في سياق جهوده لشرح رؤيته ورؤية العرب من القضايا التي تؤرق العالم.
واكد جلالته على ان ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيشكل بداية لانهاء قضايا عديدة اخرى في المنطقة محذرا في هذا السياق من التضاؤل الكبير في اعداد المسيحيين في المدينة المقدسة خاصة وفلسطين عامة بسبب الظروف التي يسببها استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وجدد جلالته التاكيد على ان الدين الاسلامي دين عدالة وتسامح وان ما يقوم به الارهابيون باسم الدين امر يرفضه المسلمون والاسلام مستشهدا بالتاخي بين المسلمين والمسيحيين في الاردن الذي يجسد الاردن نموذجا له مثلما يؤكد الطبيعة المتسامحة للاسلام.