نص الكلمة المشتركة لجلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري في القمة الرباعية
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
اكد جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس المصريمحمد حسني مبارك في كلمة مشتركة في القمة الرباعية التي عقدت بشرم الشيخ اليوم على اهمية تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم القائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وبنود خارطة الطريق وصولا الى اقامة دولتين مستقلتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان.
وقال جلالته والرئيس مبارك ان الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء يستحقان الحياة التي يحلمان بها الحياة المستقرة الامنة التي تنعم فيها اجيال الحاضر والمستقبل بسلام دائم سلام يتأسس على قوة الحق والعدل والشرعية الدولية.
واكد الزعيمان ان استتباب السلام العادل والامن والاستقرار في الشرق الاوسط يعد حجر زاوية لضمان الامن والسلم الدوليين .مشيران الى ان الاردن ومصر ستكونان دائما حاضرتين ونشطتين في مساندة المسيرة انطلاقا من انحيازهما الدائم نحو السلام العادل والشامل القائم على ضمان الحقوق واعلاء مبادئ الشرعية والقانون الدولي.
وفيما يلي نص الكلمة المشتركة التي القاها الرئيس المصري محمد حسني مبارك باسمه وباسم جلالة الملك عبدالله الثاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
انطلاقا من العلاقات الثنائية الوثيقة بين جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية ومواقفهما الموحدة ورسالتهما المشتركة لجهود اعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط وبعد التشاور مع اخي جلالة الملك عبدالله الثاني اود ان القي هذه الكلمة باسم جلالته وباسمي تجسيدا لمواقف كلا البلدين.
السيد ارئيل شارون رئيس وزراء دولة اسرائيل،
السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية،
يسعدني ان ارحب بكم جميعا على ارض مصر في سيناء التي تجسد اسمى معاني السلام في مدينة شرم الشيخ التي تعد بحق اوضح مكاسب السلام من امر واستقرار ورخاء.
ان هذه هي المره الاولى منذ ما يقرب من اربع سنوات التي تلتقي فيها القيادتان الفلسطينية والاسرائيلية وتجريان بعقل مفتوح وحسن نيه مباحثات معمقة وصريحه وجاد. ومن ثم ان اجتماعهما اليوم يعد في حد ذاته فرصة مهمة للغاية وتحركا ايجابيا طال انتظاره.
لقد اجتمعنا اليوم لكي نعمل سويا بكل اصرار وجديه على طي صفحة من الاعوام العصيبة ازهقت فيها الارواح البريئة واريقت فيها الدماء من كل جانب وعم فيها الخراب والدمار وفقدت فيها الشعوب الثقة والامل.
ولقد اجتمعنا اليوم لكي توقف هذه الدوامة ونعيد الامور الى نصابها ونحرك من جديد عجلة السلام على مسارها الصحيح حتى نؤدي الامانة التي حملتها ايانا شعوب المنطقة بان تحقق لها الامن والرخاء والسلام والاستقرار.
ان الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء يستحقان الحياة التي يحلمان بها: الحياة المستقره الامنة التي تنعم فيها اجيال الحاضر والمستقبل بسلام دائم. سلام يتاسس على قوة الحق والعدل والشرعية الدولية وتدعمه اواصر علاقات الجيرة الطيبة والافاق الرحبه للتعاون المشترك.
ان الطريق لتحقيق هذه الاهداف في الشرق الاوسط معروف وواضح .. انه طريق السلام الشامل والعادل والدائم القائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمباديء التي اتفقنا عليها جميعا في مدريد وعلى راسها مبدا الارض مقابل السلام.
ولقد قامت القوى الفاعلة في المجتمع الدولي والمتمثلة في المجموعة الرباعية الدولية برسم "خارطة الطريق" تضع علامات وخطوات واضحة لكي تمضي المسيرة بثبات حتى نصل الهدف المنشود على اساس دولتين مستقلتين تعيشان جنب الى جنب في سلام وامن وفق الرؤية التي اعلنها الرئيس جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ولقد اتخذنا اليوم الخطوة الاولى نحو استئناف المسيرة على هذا الطريق.
لقد شهدنا اليوم روحا ايجابية جديدة من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. شهدنا اصرارا ورغبة جادة منهما بالعمل سويا باخلاص وصدق لتنفيذ الالتزامات المتبادلة بين الجانبين ولاتخاذ الاجراءات المطلوبة لبناء الثقة واحياء الامل ولاعادة الحياة الطبيعية بشكل كامل خاصة للشعب الفلسطيني الذي علينا ان نعمل جميعا وبكل جدية
على رفع المعاناة عنه واعادة بناء اقتصاده والبنية الاساسية لمدنه وقراه بشكل عاجل واولوية قصوى ويحدونا امل كبير في ان تستمر الروح الايجابية وان تكون هي الاساس الذي يحكم للمراحل القادمة من التنفيذ
السابق والامين لخريطة الطريق.
كما نامل كذلك ان تتم عملية انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة
وبعض مناطق الضفة الغربية بتنسيق وتعاون كاملين بين الجانبين
الاسرائيلي والفلسطيني حتى تكون بالفعل خطوة فاعلة على مسار تنفيذ
خارطة الطريق وبداية ايجابية لاستئناف التفاوض السياسي حول قضايا الوضع
الدائم وصولا الى نهاية عادلة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس
دولتين مستقلتين فلسطين واسرائيل وتحقيق الامن والاستقرار للشعبين.
ويهمنا في هذا الصدد ان نشدد على اهمية ان يكون التحرك دائما في
اطار التنفيذ الكامل لخريطة الطريق واستئناف المفاوضات السياسية باسرع
وقت ذلك ان النجاح سيتوقف على اتخاذ خطوات سريعة وجادة في اطار افق
سياسي واضح يؤكد ان تلك الخطوات ليست مؤقتة ولا تتم في فراغ ويعطي
الامل للشعوب ويعيد بناء الثقة في تحقيق الاهداف الوطنية من خلال
التسوية السلمية القائمة على اساس ومباديء الشرعية الدولية.
ولايفوتنا في هذا السياق ان نؤكد على اهمية دور المجتمع الدولي وعلى
رأسه المجموعة الرباعية الدولية، الولايات المتحدة الامريكية وروسيا
الاتحادية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في حماية المسيرة التي تم
استئنافها اليوم وتقديم كل الدعم والمساندة لها في المجال السياسي
والاقتصادي وغيرهما من المجالات.
ان استتباب السلام العادل والامن والاستقرار في الشرق الاوسط يعد حجر
زاوية لضمان الامن والسلم الدوليين ومن ثم للمجتمع مصلحة مباشرة وحاكمة
في دعم عملية السلام في المنطقة.
وفي نفس هذا السياق فان مصر والاردن ستكونان دائما حاضرتين ونشطتين
في مساندة المسيرة انطلاقا من انحيازهما الدائم نحو السلام العادل
والشامل القائم على ضمان الحقوق واعلاء مبادئ الشرعية والقانون الدولي.
ان هدفنا الاسمى لا يتوقف فقط على تحقيق السلام على المسار
الفلسطيني .. وانما هدفنا هو السلام الدائم في منطقة الشرق الاوسط
جمعاء ... وهذا لن يتاتى الا اذا كان السلام شاملا.
ولذلك، فتحركنا اليوم يجب ان تتلوه تحركات اخرى تعيد الحياة الى
المسارين السوري واللبناني وتُستانف عملية التفاوض السياسي حولهما
للتوصل الى حل سلمي عادل يتأسس على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض
مقابل السلام.
لقد اختارت الشعوب العربية السلام كخيار استراتيجي فاطلقت قمة بيروت
العربية مبادرة شاملة تحقق الامن والاستقرار للجميع وتمد يدها بالسلام
القائم على الحق والعدل.
ان التحدي كبير ولكن ارادتنا اكبر .. ان الآلآم عميقة ولكن ايماننا اعمق .. ان المهمة عظيمة .. ولكن اعمالنا اعظم، واذا كان الطريق طويلا وصعبا فلقد خطونا اليوم الخطوة الاولى.
شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.