حديث جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر عبر الأقمار الصناعية بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي الأول للجنة الأمريكية الأردنية المشتركة حول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين

حديث جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر عبر الأقمار الصناعية بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي الأول للجنة الأمريكية الأردنية المشتركة حول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين

الأردنعمان
11 كانون الأول/ديسمبر 2002
(مترجم عن الإنجليزية)

السفير روبرت زيليك الممثل التجاري للولايات المتحدة

أصحاب السعادة

المشاركون والمشاركات الأفاضل

وقعت الأردن والولايات المتحدة اتفاقية في شهر تشرين أول من العام 2000 لإنشاء منطقة تجارية حرة بين البلدين.. والآن نلتقي عبر قارات مختلفة من خلال الاجتماع الأول للجنة الأردنية الأمريكية المشتركة حول اتفاقية التجارة الحرة. وينضم اليوم البعض منكم إلى هذا المؤتمر من عمان والبعض الأخر من واشنطن وآخرون من القاهرة وأبو ظبي والبحرين والكويت ودبي.

إنني ارحب بكم في هذا التجمع الدولي الذي يعكس أهمية الشراكة الأردنية مع الولايات المتحدة والوعود التي تقدمها للمستثمرين في قطاعي الأعمال والاستثمار.

أود أن أحدثكم حول ماهية هذا الاجتماع. خلال السنوات القليلة الماضية، فقد خطا الأردن خطوات كبيرة ليصبح لاعبا رئيسيا في كل ما يمكن أن يقدمه الاقتصاد العالمي. فنحن أعضاء في منظمة التجارة العالمية، ولدينا اتفاقية شراكة قوية مع أوروبا.. وكان الأردن أول دولة عربية يوقع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، حيث دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في شهر كانون أول الماضي.

وأود أن أشكر السيد "زيليك" على دوره الفاعل في المساعدة في إنجاز هذه الاتفاقية الهامة.

إن شراكتنا التجارية مستمدة من حقيقة بسيطة، فالوصول إلى التجارة العالمية له فوائد مثبتة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والدول التي تقوم بفتح حدودها وتوسيع أسواقها، تقوم بخلق فرص جديدة في اقتصادياتها.

هناك أهمية خاصة لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والأردن، فالتدفق الحر للتجارة بين الأردن والولايات المتحدة، سيمكّن الأردن من دخول أكبر الأسواق وأسرعها نموا دون عوائق.. كما انه سيساعد أيضا على زيادة التبادل التجاري، الأمر الذي سيمكّن الأردن من المحافظة على النمو الذي توجهه الصادرات.

وتتعدى أهمية اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والأردن المسائل الاقتصادية، حيث أنها قوية حول صلابة شراكتنا الآن وفي المستقبل.

وتعتبر اتفاقية التجارة الحرة بمثابة تصويت ثقة على نجاح الأردن كنموذج للإنجاز والتميز.. كما تعكس وتساهم أيضا في قوة ونجاح النموذج الأردني للديمقراطية والسلام وتساوي الفرص.

وبإمكاننا أن نقول لكم أيضا أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول سيعلن غدا عن مبادرة شراكة أمريكية شرق أوسطية جديدة.. دعوني أشير إلى أن الأردن والولايات المتحدة عملا معا في هذه المبادرة كشريكين كاملين، وتعتبر هذه المبادرة مهمة ومقياسا للصداقة الوثيقة والمستقبل الإيجابي الذي نسعى لتحقيقه.

واليوم يوفر النموذج الأردني بيئة إيجابية استثنائية لاستثمار رأس المال، وبإمكان المستثمرين التطلع إلى مزايا التنافس الهائلة التي يوفرها الأردن لضمان تحقيق العديد من المزايا التنافسية.

إن شبابنا الموهوبين مؤهلون للتعامل مع الاحتياجات الإدارية والتكنولوجية وتطويرها، وإن الإنتاجية والفعالية تعزز بالتوجه التنموي الاقتصادي الشامل والكامل وهذا يشمل مبادرات الإصلاح التشريعية والتعليمية والقضائية والمدنية. وفي الحقيقة تمكّن الأردن من إنجاز جوانب رئيسية في إعادة هيكلة وتحرير أطرنا الاقتصادية، كما تم إكمال جزء هام من برنامجنا للخصخصة بما فيها المؤسسات وقطاع الخدمات والإنتاج.

الضيوف الكرام،

تعتبر اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة بوابة لمستقبل مزدهر وجديد، وإن مؤتمر اليوم يمنحكم بعض مفاتيح هذا المستقبل، وستوفر المنتديات تفاصيلا لها علاقة بدخول الأسواق والالتزام بقواعد المنشأ والتخلص من الرسوم والعقبات التجارية بين الولايات المتحدة والأردن.

كما ستوفر معلومات حول المسائل البيئية والتجارة الإلكترونية وحماية حقوق الملكية الفكرية.

أشكركم جميعا على مشاركتكم اليوم وآمل أن أرحب بكم في الأردن قريباً. ومن خلال عملنا معاً اعتقد إننا سنستطيع تحقيق حلم النمو والاستقرار والازدهار المشترك.

شكرا جزيلاً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،