كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة الرباعية في شرم الشيخ

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة الرباعية في شرم الشيخ

جمهورية مصر العربيةشرم الشيخ
25 حزيران/يونيو 2007

بسم الله الرحمن الرحيم

سيادة الرئيس محمد حسني مبارك،

سيادة الرئيس محمود عباس،

سيادة الرئيس ايهود أولمرت،

في البداية، أتوجه بالشكر لأخي سيادة الرئيس حسني مبارك على استضافته لهذا اللقاء، الذي يأتي في ظروف إقليميه دقيقه تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وهذا يستدعي أن نعمل بكل طاقاتنا وإمكانياتنا من أجل مساعدة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لوضع حد لدوامة العنف، وإطلاق عملية سلام حقيقية وصولاً إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوب المنطقة في العيش بأمن واستقرار، وبناء مستقبل أفضل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.

إن الأحداث الخطيرة التي وقعت في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، يجب أن تشكل حافزا لنا جميعا، للمضي قدما في الطريق الذي نقبله لشعوبنا، طريق الأمن والسلام المستند إلى ضرورة إعادة الحقوق التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني، والقائمة في جوهرها على حل الدولتين، دولة فلسطينية قابلة للحياة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

ولتحقيق هذه الغاية، فلابد من العمل لإيجاد الأجواء الملائمة لإطلاق مفاوضات حقيقية. وهذا يستدعي العمل على دعم ومساندة الشرعية الفلسطينية التي تمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والإفراج عن أموال السلطة المجمدة، وإنهاء القيود على حركة وانتقال الفلسطينيين مقابل التزام واحترام فلسطيني كامل وصريح بالاتفاقيات والمواثيق الدولية الموقعة بين الطرفين.

السادة الرؤساء،

إن طريق السلام واضح، كما أن طريق العنف والصراع واضح أيضا، وإذا ما أردنا أن تكون النوايا مخلصة، وأن نعمل على بناء مستقبل أفضل لشعوبنا، فعلينا اليوم وقبل الغد، أن نسلك الطريق الصحيح لتحقيق هذه الغاية على أساس التعايش الحقيقي، واحترام حقوق الآخرين.

إن الفرصة اليوم ملائمة لتحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره، والبديل لذلك، هو ضياع سنوات طويلة وشاقة من المفاوضات، وفتح الأبواب أمام أعداء السلام، لفرض أجندتهم وتنفيذها على حساب شعوب المنطقة وأجيالها القادمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.