كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الأردنعمان
10 تشرين الأول/أكتوبر 2010
(مترجم عن الإنجليزية)

بسم الله الرحمن الرحيم

إن لمن دواعي سروري أن أحضر هذا المؤتمر المتميز. فبعض ممن هم معنا اليوم كانوا من الأوائل الذين استشرفوا الإمكانيات الإقليمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبعضكم ممن يعمل بجد لتطوير هذه الصناعة في المستقبل، وبعضكم ينتمي أيضا لكلا المجموعتين: المؤسسين، والمساهمين في مستقبل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن وغيره من الدول. إن الفضل يعود لكم جميعا لما وصل له قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال الأردني، ولما سيصل إليه في المستقبل أيضا.

إن هذا المنتدى يشكل جزءا من النجاح الذي تصنعون. وأود أن أهنئ قيادة "إنتاج" (جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات)، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجميع المشاركين على هذا النجاح. أيمن (مزاهرة، رئيس مجلس إدارة إنتاج) ... مروان (جمعة، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات)، أنا ممتن لكما على هذه الإشادة التي أعتبرها إشادة بكل من ساهموا في تحفيز هذه الصناعة وبنائها وتطويرها.

وأود أيضا أن أرحب بشكل خاص بالأصدقاء العديدين الذين حضروا من المنطقة والعالم. فبناء الشراكات يشكل عاملا قويا لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأشكر جميع ضيوفنا اليوم لمشاركتهم إيانا مسيرتنا هذه.

أصدقائي،

سيبحث منتداكم اليوم والغد التحديات التي يواجهها هذا القطاع في المنطقة كلها: والتي تشمل تطوير البيئة الناظمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Eco System)، وأهمية المحتوى العربي. وستبحثون أيضا في قضايا إستراتيجية تشمل المنتجات الجديدة، والخدمات والأسواق الصاعدة. ومنظمو المؤتمر يريدونكم أنتم، المشاركون، أن تقودوا الحوار، لأنكم جميعاً في النهاية معنيون بإيجاد الحلول، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتقدم إلى الأمام. وأنا هنا لأتمنى لكم التوفيق، ولأتحدث باختصار عن مدى أهمية نجاحكم.

قبل عشر سنوات، كانت الشركات الريادية في مرحلة البداية. وشركات أخرى بيننا الآن لم تكن موجودة. أما اليوم، فلدى الأردن صناعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقدر قيمتها بنحو 2،2 مليار دولار، وتتمتع بمركز محلي وإقليمي دولي آخذ بالاتساع. إن استحواذ شركة "ياهو" على "مكتوب" ما هو إلا مثال على القيمة العالية للقدرات التي أوجدتموها. وتسهم المواهب الجديدة التي تتدفق من جامعاتنا ومن الشراكات الجديدة، التي بنيت هنا وفي الخارج، في تحقيق المزيد من النجاح.

اليوم يعمل ما نسبته واحد بالمائة من قوانا العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يساهم بنحو 14 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. ولكم أن تتخيلوا حجم التأثير الذي سيحدث في حال زادت نسبة العاملين في هذا القطاع إلى 5 بالمائة.

إن قطاعكم يعد نموذجا للريادية. فهو دليل على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه عندما يتوفر الاقتناع والإرادة والتركيز والطموح. فخلال أقل من جيل واحد، ساهم قطاعكم في تغيير النظرة الاجتماعية نحو الريادية في قطاع الأعمال في بلدنا والمنطقة. وما عليكم إلا أن تسألوا "اواسيس 500" و"ميدان و"آي بارك" وغيرهم عن عدد الطلبات التي تصلهم.

أصدقائي،

إن ما حققته هذه الصناعة من إنجازات جاءت في ظل تحديات اقتصادية وسياسية حادة يشهدها عالمنا. فالصراع الإقليمي معطّل رئيسي للتنمية. ويجب كسر هذه الحلقة. فبينما يعمل أصدقاء السلام معاً من أجل سلام إقليمي دائم، يجب أن نعمل سويا أيضا لبناء المستقبل الاقتصادي للمنطقة، مما يتطلب مستوى جديدا من العمل المشترك الذي يستفيد من بناء التعاون بين موارد وخبرات الحكومة وقطاع الأعمال، والتعليم، والإعلام، وغيرهم.

ويجب علينا، من أجل تعظيم قدرة القطاع، الاستمرار في طرح الأسئلة الصعبة التالية:

  • هل تبذل الحكومة ما يكفي من أجل دعم الريادة؟
  • ماذا يمكن لمؤسساتنا أن تفعل بشكل أفضل لدعم المجازفة البناءة والإبداع؟
  • ما هي أكثر السبل فعالية لتطوير المواهب في هذه الصناعة وضمان استمراريتها وعطائها؟
  • كيف يمكننا زيادة إمكانية الوصول للفرص التي يتيحها هذا القطاع؟

أصدقائي،

إنني واثق بأنكم ستتمكنون من إيجاد الإجابات. فالقدرة على الإنتاج والإبداع والتعاون هي سمة راسخة من سمات الأردنيين، وهي أيضا جزء من تراثنا الإسلامي العظيم. وهي أيضا متطلبات أساسية لمستقبلنا.

لذا، أتوجه للرياديين وللقوى العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وللمطورين، ولمديري المنتجات، وللشركاء في القطاعين الخاص والعام، ولآلاف الشباب الأردني الذين يدرسون من أجل أن يكونوا قادة قطاع المعلومات والاتصالات في المستقبل بالقول: أطلقوا طاقاتكم؛ تخيلوا المستقبل؛ وقودوا المسيرة؛ فلكم كل الدعم من الأردن. وأنا فخور بأن أكون واحدا من أشد داعميكم.

وشكرا